تواصلت المعارك العنيفة بمدينة حلب بين الجيشين النظامي والحر للأسبوع الرابع، وقد تجدد القصف بداية من فجر يوم أمس على أحياء المدينة خاصة تلك الواقعة تحت سيطرة الثوار. حسب شهادات الإعلاميين المنتشرين بالمدينة، فإن ثلاثة أحياء كبرى بالمدينة تخضع للسيطرة الكاملة للثوار، وهي أحياء التل والجندول وبستان الباشا، ويسعون للسيطرة على حي ميسلون الذي يصفونه بالإستراتيجي لربطه المدينة بشمال البلاد، أما حي صلاح الدين، فلم تستقر الأوضاع به على حال بعد أن تحولت المواجهات به إلى حرب شوارع حقيقية وعمليات كر وفر، مع تسجيل قصف مدفعي عنيف ومن الطائرات الحربية والمروحيات. وحسب برقية لوكالة ''رويترز''، فإن عدد ضحايا يوم أمس بهذه المدينة، بلغ خمسة وسبعين قتيلا، أحد عشر منهم كانوا من المدنيين، قضوا وهم متراصفين في طابور أمام أحد المخابز للتزود باحتياجاتهم من الخبز، وفي خبر ذي صلة أفادت مصادر الجيش السوري الحر أن مقاتليه الذين تمكنوا من السيطرة على مقر الجيش الشعبي في المدينة، غنموا 5000 قطعة من رشاش ''الكلاشنيكوف'' وكمية كبيرة من الذخيرة، كانت مخزنة بالمقر المذكور. ميدانيا دائما، وفي العاصمة دمشق، تحدثت الأخبار عن تعرض عدة أحياء في دمشق للقصف بالمروحيات وبالتزامن مع ذلك سجلت اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر، وقالت لجان التنسيق إن الجيش النظامي قصف بالمروحيات أحياء نهر عيشة والعسالي والقدم منطقة الأعلاف في حي الحجر الأسود، وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر بالقرب من جامع الزبير وشارع الشهداء في حي التضامن، نفس أجواء الحرب هذه عاشتها محافظات إدلب حمص ودرعا ودير الزور وإدلب التي قال الجيش الحر أنه تمكن من تدمير كل الحواجز العسكرية حول بلدة كفرنبل ودخلها بعد طرد القوات النظامية منها. سياسيا قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في نهاية زيارة لها إلى تركيا، إن بلادها وتركيا سيشكلان إطارا رسميا لمواجهة أسوأ الاحتمالات الممكنة في سوريا، وأضافت أن ''التنسيق بين البلدين كان مستمرا طوال الأزمة ولكن هناك حاجة للتعامل مع التفاصيل الحقيقية لتخطيط العمليات''، ثم أوضحت أكثر بقولها، ''إن وزارتي الخارجية الأمريكية والتركية كانتا تتعاونان في هذه القضية، لكن هناك حاجة لمجموعة عمل جديدة لزيادة الدور الاستخباري والعسكري للبلدين''، وهو مؤشر على أن دعم الإدارة الأمريكية قد بدأ يأخذ منحى آخر، خاصة بعد أن تحدثت صراحة بالشروع في العمل لمرحلة ما بعد الأسد، وهي الخطوة التي انتقدتها المعارضة السورية التي رأت بأن لجوء الولاياتالمتحدة إلى مناقشة مرحلة ما بعد النظام السوري في ظل تجاهل الوضع الراهن في الداخل السوري وما يتعرض له الشعب السوري من جرائم، هو تجاوز وتجاهل لحقيقة اسمها الجيش السوري الحر. بموازاة هذا ينتظر أن تلتقي كلينتون خلال هذه الزيارة بناشطين من المعارضة السورية، لمناقشة استعدادات ''لنقل السلطة'' في سوريا، وهي خطوة تتجاوز بها الإدارة الأمريكية غضب المعارضة السورية، خاصة بعد الانتقادات الصريحة لهذه المعارضة للبيت الأبيض. زيادة على هذا فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات جديدة على سوريا وعلى حزب الله اللبناني زيادة في الضغط كما يبدو على نظام دمشق، وفي هذا الشأن أعلنت الولاياتالمتحدة عقوبات على شركة النفط الحكومية السورية ''سيترول'' لتوريدها البنزين إلى إيران، وأوضحت أن العقوبات ضد حزب الله تأتي بسبب ''دعمه'' لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد. في شأن آخر كشف ناشطون سوريون أن الدبلوماسي داني بعاج، مسؤول ملف حقوق الإنسان في بعثة سوريا لدى مكتب الأممالمتحدة في جنيف، قد أعلن، يوم أمس، انشقاقه عن النظام السوري، وحسب مصادر المعارضة السورية، فإن هذا الدبلوماسي الذي يمثل السكرتير الثالث ومسؤول عن ملف حقوق الإنسان في البعثة السورية، قد أكد أنه لم يعد راغباً في تمثيل النظام في البعثة بعد الآن، وقدم استقالته إلى القائم بالأعمال في البعثة يوم الجمعة الأخير.