نجحت دورة الألعاب الأولمبية في طبعتها ال30 بالعاصمة الإنجليزية لندن، وابتسمت للولايات المتحدةالامريكية التي استعادت هيمنتها الرياضية على العالم، وفازت بالدورة برصيد 104 ميداليات متنوعة، منها 46 ذهبية و29 فضية و29 برونزية، وتراجعت الصين التي انتزعت صدارة العالم في أولمبياد بكين 2008، إلى المركز الثاني ب87 ميدالية منها 38 ذهبية. وعادت بريطانيا ''العظمى'' رياضيا إلى الظهور، وصعدت إلى المركز الثالث لأول مرة بعد غياب طويل جداً، برصيد 65 ميدالية منها 29 ذهبية، وربما يتسق ذلك مع كونها البلد المنظم، وكان ذلك على حساب العملاق الروسي المتراجع إلى المركز الرابع، والذي لا يكفي لتبرير تراجعه اتهامات وزير رياضته بتحيز الحكام في دورة لندن للإنجليز، وبماذا يبرر تراجعه من المنافسة على القمة، ثم ابتعاد بلاده عن المركز الثاني بعد خروج المارد الصيني من ''القمقم''! وعلى صعيد المحصلة النهائية وجدول الميداليات، فمن بين 204 دول شاركت في الأولمبياد بعدد 500,10 لاعب ولاعبة، في 26 لعبة رياضية، لم يحالف الحظ سوى 85 دولة فقط وبنسبة 42 بالمائة تقريباً في تسجيل أسمائها في الجدول ولائحة الميداليات الرسمية، وخرجت 119 دولة برصيد صفر من الميداليات. أما على صعيد المشاركة العربية في لندن، فتبدو أنها الأنجح على الإطلاق في تاريخ مشاركة العرب في الأولمبياد، فقد دخلت 8 دول عربية لأول مرة في الجدول، وحقق العرب هذه المرة 12 ميدالية متنوعة، منها ذهبيتين واحدة للجزائري توفيق مخلوفي، و3 فضية و7 برونزيات. وفي قائمة العرب تتصدر تونس ال22 دولة عربية وفي المركز 45 عالمياً، برصيد 3 ميداليات منها ذهبية وبرونزية لأفضل رياضي عربي وقرش قرطاج أسامة الملولي في سباحة 10 كيلو متر وسباق 1500 متر حرة، ومعه الغزالة حبيبة لغريبي في سباق 3 آلاف متر موانع، وتأتي الجزائر في المركز الثاني عربيا وال50 عالمياً بذهبية العداء النجم توفيق مخلوفي بطل سباق 1500 متر وخليفة البطل التاريخي نور الدين مورسلي. وجاءت مصر في المركز الثالث عربيا و58 عالميا بفضيتين للمصارع العملاق كرم جابر ولاعب السلاح علاء الدين أبو القاسم. ثم جاءت قطر في المركز الرابع عربياً وال77 عالمياً ببرونزيتين لنجم الراليات والرماية المخضرم ناصر العطية، وبطل الوثب العالي معتز برشم. وفي المركز الخامس عربيا هناك أربع دول وتحتل المراكز من 80 وحتى 84 عالمياً في ختام جدول الترتيب ولكل منها برونزية. للإشارة، استعرضت لندن عضلاتها وتاريخها وفنونها وإبداعها في حفل الختام الذي جرى أول أمس وعرضت 30 أغنية ومقطوعة في خليط سيمفوني للموسيقى البريطانية في نصف القرن الأخير بمشاركة واستعراضات لأكثر من 3500 فنان وفنانة، وبرزت معالم لندن وواقعها في دعاية واضحة للحياة الإنجليزية، ولكن البرازيليين الذين تسلم مندوبهم، عمدة بلدة ريو دي جانيرو، علم الدورة الأولمبية كانوا هناك بحضور بيلي الأسطورة، ليقدموا لمحات عن فنونهم ورقصاتهم تمهيداً لبدء حملة أولمبياد ريو دي جانيرو .2016