أعلن محامو محمد بوخاري ومجدوب شاني، وهما رجلا أعمال جزائريان مختصان في الاستشارة، عن استعدادهم للانسحاب من جلسة محاكمتهما اليوم بمجلس قضاء الجزائر، في حال رفضت المحكمة إحضار شاهد يعتبرونه مهما، وأصرت على محاكمة بخاري الذي لا تسمح ظروفه الصحية، حسبهم، بالتنقل إلى مبنى القضاء. وصرح المحامون امحند الطيب بلعريف وخالد بورايو وجميل شلغام وسمير سيدي السعيد، أمس في ندوة صحفية بالعاصمة، أن القضاء ''يرفض الموافقة على أبسط حقوق الدفاع في هذه القضية، وهي إحضار الشاهد دومينيك فيرمين''، وكيل أعمال بنك ناتكسيس في لوكسمبورغ، الذي يتعامل بدوره في مجال الاستشارة مع بخاري وشاني الذي يحمل أيضا الجنسية اللوكسمبورغية. وقال الدفاع إنه بحاجة إلى تنظيم مواجهة بين فيرمين وشاني، بعد أن تم سماع الأول من طرف قاضي التحقيق بلوكسمبرغ في إطار إنابة قضائية. ونطقت محكمة الجنح بسيدي أمحمد في 6 جوان الماضي ب18 سنة سجنا نافذا ضد محمد بوخاري، وهو إطار سابق بمؤسسة اتصالات الجزائر ومستشار سابق لدى وزير النقل الأسبق محمد مغلاوي، ومجدوب شاني. وأدانتهما أيضا بغرامة مالية بقيمة 5 ملايين لكل منهما، بناء على تهمتي إبرام صفقات مشبوهة وتبيض أموال واستغلال النفوذ. واستأنف المتهمان الحكم. وجاء في التحقيق أن الرجلين تلقيا رشوة في لوكسمبورغ من طرف شركتين صينيتين (هواوي وز.ي .تي)، وهي قضية مرتبطة بمشاريع تربط الشركتين بمؤسسة اتصالات الجزائر، تتعلق بتجهيزات وعتاد لا سلكي. وحسب التحقيق فإن العمولات منحت لشاني وبوخاري لتسهيل الحصول على هذه المشاريع. وأدانت محكمة سيدي أمحمد ثلاثة إطارات من الشركيتين الصينيتين غيابيا، ب10 سنوات سجنا. وذكر الدفاع أن وكيل ناتكسيس دومينيك فيرمين، ''لم يذكر للقضاء في لوكسمبورغ، ما يفهم بأن شاني متورط في تبييض أموال، بل على العكس أبعد عنه التهمة ولا نفهم لماذا يصر القضاء الجزائري على افتعال تهمة لا وجود لها، زيادة على أنه يرفض إحضار فيرمين لمواجهته مع موكلنا، مع أننا طالبنا به عدة مرات لأن التهمة مبنية على أساس إفاداته''. مشيرا إلى أن القضاء ''مصمم على وجود علاقة بين شاني وبوخاري في هذه القضية، وهو مخالف للحقيقة''. وأضاف الدفاع أن شاني ''تعرض للاعتداء أثناء فترة الحجز تحت النظر، وقد رفع شكوى ضد هذه الممارسات ولا نستبعد أن الشكوى هي سبب الإصرار على تثبيت التهمة ضده''. أما بوخاري، فيقول الدفاع إنه خضع لعمليتين جراحيتين منذ أيام ويوجد في فترة نقاهة حاليا، لكن القضاء حسب المحامين، أصدر أمرا بإحضاره من المستشفى وإعادته إلى السجن. ويرى المحامون أنه يمر بظروف ضحية قاهرة لا تسمح بمحاكمته اليوم.