يعيش المئات من الأساتذة في وهران وبعض الولايات الأخرى، حالة غضب شديدة تهدد بحدوث انزلاقات خطيرة مع بداية الدخول الاجتماعي المقبل، حيث لم يتلقوا لحد الساعة رواتب أكثر من ستة أشهر متتالية رغم تدريسهم التلاميذ في إطار الاستخلاف. ندّدت أمس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''سنابست'' بما وضفته بالحفرة المسلطة على عدد كبير من الأساتذة درّسوا في مختلف الأطوار بوهران، في إطار الاستخلاف، مُطالبة بضرورة حل مشاكلهم قبل أن تقع الفأس في الرأس، لاسيما المشكل المتعلق بتسوية الأجور، باعتبار أن هؤلاء ''رغم ضمانهم لاستقرار الموسم الدراسي المقبل ورفضهم ترك التلاميذ في الشارع دون تأطير، تمت مكافأتهم بسلبهم حقوقهم الشرعية نظير المهام البيداغوجية التي أسندت إليهم في إطار الاستخلاف''. ويعود أصل المشكل، حسب السيد أوس محمد، أحد قياديي نقابة ''سنابست''، إلى إلغاء مناصب هؤلاء الأساتذة من قبل وزارة التربية الوطنية مع بداية الثلاثي الثاني من الموسم الدراسي الماضي، حيث تم تحويل جميع الأساتذة إلى صيغة عقود ما قبل التشغيل وصيغ أخرى بالنسبة للأساتذة الذين يفوق عمرهم السن القانوني الخاص بفئة الشباب، الأمر الذي انتهى بحرمانهم من أبسط حقوقهم، حيث ''تفاجأوا زيادة عن عدم استحقاق أي سنتيم نظير المجهودات التي بذلوها، برفض مصالح الوظيف العمومي احتساب المدة التي درسوها في إطار الاستخلاف في مشوارهم المهني كأقدمية''. وحسب ذات المتحدث، فإن الجهات المسؤولة وعدت المعنيين مؤخرا بإعطائهم الامتياز خلال المسابقة الوطنية التي فتحتها وزارة التربية الوطنية هذا الموسم من أجل توظيف 16 ألف أستاذ جديد، غير أنهم متخوفون من أن تكون هذه الوعود مجرد ذر للرماد في العيون، خاصة وأنه تم حرمانهم من أجورهم طيلة هذه المدة الطويلة. وعلى صعيد المسابقة المذكورة، شجبت النقابة، على لسان ذات المتحدث، الحواجز غير المؤسسة التي وضعتها الوزارة في وجه بعض الراغبين في الترشح، حيث ''تم منع الحاصلين على الماجستير وشهادة مهندس دولة فضلا عن أصحاب شهادات التخصص في الإعلام الآلي من الترشح، بالرغم من النقص الفادح في أساتذة الرياضيات''، مضيفا بأن ''هذه الأخطاء ستدفع ثمنها الوصاية خلال الموسم المقبل إذا لم يتم تداركها، خاصة وأن السواد الأعظم من الأساتذة يرفضون ضمان الساعات الإضافية مثلما يحدث كل موسم لتغطية العجز''.