التَّأنِّي لغة: الأَناةُ والأَنَى: الحِلم والوقار، وأَنِيَ وتَأَنَّى واسْتأْنَى: تَثبَّت، ورجل آنٍ أَي: كثير الأَناة والحِلْم، وتقول للرَّجل: إنَّه لذو أناةٍ، أي: لا يَعجَل في الأمور، وهو آنٍ: وقورٌ. واصطلاحًا: التَّأنِّي والأناة هو: التَّثبُّت وترك العَجَلَة. قال الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلام لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الحيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} النِّساء 49. قال الطَّبري: (فتبيَّنوا، يقول: فتأنَّوا في قتل مَن أُشْكِل عليكم أمره، فلم تعلموا حقيقة إسلامه ولا كفره، ولا تعجلوا فتقتلوا مَن الْتَبَس عليكم أمره، ولا تتقدَّموا على قتل أحدٍ إلَّا على قتل مَن علمتموه، يقينًا، حرْبًا لكم ولله ولرسوله). وعن ابن عبّاس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للأشجِّ، أشج عبد القيس: ''إنَّ فيك خصلتين يحبُّهما الله: الحِلْم، والأناة''. قال القاضي عياض: (الأناة: تربُّصه حتّى نظر في مصالحه ولم يعجل، والحِلْم: هذا القول الّذي قاله الدَّال على صحَّة عقله وجودة نظره للعواقب). وللأناة فوائد جليلة، منها أنّه دلالة على رجاحة العقل ووفور الرَّزانة وطمأنينة القلب، ويعصم الإنسان مِن الضَّلال والخطأ، وهو كلُّه خيرٌ ومحمود العاقبة في الدُّنْيا والآخرة.