الصّحابي عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أمّه رائطة بنت الحجاج بن منبه السهمية. كان اسمه قبل إسلامه العاص، فلمّا أسلم سمّاه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عبد الله. وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: ''نِعم أهل البيت أبو عبد الله وأم عبد الله وعبد الله''. أسلم عبد الله قبل أبيه، وكان شديد الحبّ لله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، وكان يكثر من العبادة، وقراءة القرآن، وكتابة أحاديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وكان يحافظ على حضور مجالس الرّسول عليه الصّلاة والسّلام واستماع حديثه وتدوينه، حتّى أنّه سأل الرّسول يومًا: يا رسول الله، أأكتب كل ما أسمع منك؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم: ''نعم''، فقال عبد الله: في الرضا والغضب؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم: ''نعم، فإنّي لا أقول إلاّ حقًا''. وقد روى عبد الله عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أحاديث كثيرة، وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: ما كان أحد من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أكثر حديثًا منّي إلاّ ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنّه كان يكتب ولا أكتب. وكان عبد الله جوادًا كريمًا يحبّ الإنفاق في سبيل الله، فكان يملك ثلاثمائة راحلة بمكة، فجعل منها مائة للمسلمين يركبونها، ويحملون عليها أمتعتهم، ومائتين لأهل البلدان البعيدة يذبَح لهم منها في موسم الحج، ويتصدّق بها عليهم. وكان محبًّا لأبيه عمرو وبارًا به، لقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم له: ''أطع أباك ما دام حيًّا''. وتوفي رضي الله عنه سنة 65ه في مصر، وعمره 72 سنة.