قررت الحكومة إعفاء مهنيي شعبة تربية الدواجن من دفع الحقوق الجمروكية والضريبة حول القيمة المضافة للمدخلات والسلع النهائية ومنح قروض بنكية من دون فوائد ابتداء من الفاتح سبتمبر وإلى غاية أوت 2013، وذلك للتحكم في لهيب أسعار اللحوم البيضاء وتشجيع مربي الدواجن لمواصلة النشاط بعدما قرر الكثير منهم التخلي عن المهنة بسب ارتفاع أسعار تغذية الأنعام في السوق الدولية. تعهد مهنيو شعبتى تربية الدواجن ومنتجو المواد الأولية ومصنعو أغذية الأنعام ومربو دجاج البيض بضمان تموين السوق الوطنية باللحوم البيضاء وبيض التفقيس لتلبية حاجيات المستهلك بعد قرار السلطات إعفاءهم من الحقوق الجمركية والضريبية وإنقاذ هذه المهنة من الزوال بعدما وصل سعر الكيلوغرام في السوق إلى أزيد من 300 دينار، وتعرض هذا المنتوج للمضاربة خصوصا في المناسبات. وتعهد هؤلاء بموجب ميثاق عقد التنمية المؤطر والملزم لنشاطات مهنيي شعبة تربية الدواجن من أجل إعادة هيكلة وعصرنة تربية الدواجن الوطنية، بمحاربة تبذير الأغذية بتخفيض مؤشر الاستهلاك من أجل تقليص تكلفة إنتاج الكيلوغرام من اللحوم البيضاء والديك الرومي وحماية المستهلك بعرض مواد غذائية سليمة في السوق، وذلك باحترام الشروط الصحية لتربية الدواجن، وكذلك بالنسبة لعملية الذبح والنقل والبيع. واشترط وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى على هامش لقاء جمعه أمس مع لجنة فرع تربية الداوجن بمقر الوزارة، تمديد قرار إعفاء المهنيين من دفع الحقوق الجمركية والضريبية في حالة تراجع أسعار البيض واللحوم البيضاء وما دون ذلك فلن يكن أي تحفيز آخر لهذه الشعبة. فالإشكالية الأساسية التي طرحها المهنيون في هذا اللقاء، تكمن في سعر تكلفة اللحوم البيضاء، ويزيد من عقدة هذا المشكل سعر الحبوب التي تعرف حاليا التهابا على مستوى السوق الدولية، فتكلفة الكيلوغرام من الدجاج يتكون من 90 بالمائة منه من سعر تغذيته، وبعملية حسابية بسيطة فإن تكلفة الكليواغرام الواحد تتراوح ما بين 150 إلى 180 دينار للكيلوغرام، بينما في فرنسا لا تتعدى 90 دينارا للكيلوغرام ولإنتاج كيلوغرام واحد من الدجاج فإن مربي الدجاج يستخدم في المتوسط 5,3 كيلوغرام من الغذاء متكون من 95 بالمائة من حبوب الذرة والسوجا، في حين يستخدم التوانسة والفرنسيون 6,1 كيلوغرام من الغذاء لواحد كيلوغرام من لحم الدجاج، ولذلك يخسر مربو الدواجن 5,1 كيلوغرام من الغذاء لكل كيلوغرام واحد منتجح من الدجاج، وعليه فإن سعر الدجاج يرتفع مرتين عندنا مقارنته بتونس أو فرنسا. ووضعت وزارة الفلاحة جملة من التدابير لتجديد فرع تربية الدواجن، من ذلك عصرنة المذابح، وتوفير وسائل إنتاج ملائمة عن طريق مزارع تربية الدواجن والتي تسمح بإنتاج دواجن بأسعار تنافسية، وأغذية أنعام متوزانة وذات مواصفات صارمة للوصول إلى معادلة تلبي حاجيات المستهلك من اللحوم البيضاء واقتنائها بسعر معقول.