تزامنا مع الدخول المدرسي المقرر يوم التاسع سبتمبر المقبل، أكدت البروفيسور خروبي رفيقة، أخصائية أمراض العيون، على ضرورة التشخيص المبكر لأمراض العيون عند الأطفال قصد التكفل بها في الوقت، مشيرة إلى أن إعتام عدسة العين ''كاتاراكت'' و''الغلوكوما''، أكثر انتشارا عند هذه الفئة. أضافت خروبي أن هناك مؤشرات على إصابات العيون يجب أن ينتبه لها الآباء، مثل إصابة الصغير بحكّة على مستوى العين أو اقتراب الصغير من التلفاز عند المشاهدة، ما يؤشر على شكواه من ضعف في البصر أو مشكل آخر يجب استشارة الطبيب بشأنه. وأوضحت بأنه كلما كان التشخيص مبكرا لأمراض العيون عند الأطفال، وتم التكفل بها سريعا، كلما ضمنّا سلامة النظر عند هؤلاء الصغار، مؤكدة على أن الكشف عن أي مرض للعين عند الصغار يجب أن يتم ما بين 3 إلى 4 سنوات من عمر الطفل وأن على الأولياء الانتباه لاكتشاف أي خلل على مستوى نظر أبنائهم. في حين يتوجب وبصفة تلقائية خضوع الصغير للفحص الطبي لحدة النظر عند الدخول المدرسي، بدءا من عمر 5 إلى 6 سنوات، والذي تتولى مصالح الصحة المدرسية القيام به. كما أشارت خروبي إلى أن للمعلّمة دورا هاما في الكشف عن أي مرض يصيب أعين التلاميذ بقسمها ، نظرا لأنها تلازمه خلال ساعات الدراسة ومن شأنها ملاحظة أي إشكال قد يطرأ على نظر تلامذتها. وعن أمراض العيون التي تهدد صحة الأطفال، أكدت البروفيسور خروبي على أن أكثرها حدة هو إعتام عدسة العين ''كاتاراكت''، الذي يتطلب جراحة فورية، كونه أكثر الأمراض المسببة للعمى وبنسبة 16 بالمائة، حسب ما أكدته تحقيقات ميدانية أجرتها، مؤخرا، الجمعية الجزائرية لمكافحة أمراض البصر بالتنسيق مع وزارة الصحة، والتي أكدت على انتشار أمراض العيون المسببة لفقدان البصر في الجزائر بشكل خطير، يأتي بعدها مرض المياه الزرقاء الذي يتسبب في العمى بنسبة 8,4 بالمائة، إلى جانب الحول وزرق العين وسرطان شبكية العين، وهي الأمراض التي يمكننا تفاديها إذا ما بادر الآباء بالكشف عن عيون أطفالهم في وقت مبكر مع احترام تعليمات الأطباء واحترام العلاج، ولن نتمكّن من ذلك، حسب خروبي، إلا إذا تم تحسيس الآباء بضرورة الكشف عن أعين أبنائهم بمجرد الشك في وجود خلل في نظرهم. وفي هذا السياق، من المنتظر أن تفتح مصالح طب العيون بمختلف المستشفيات، أبوابها لفائدة الأطفال تلاميذ المدارس للفحص المبكر وتصحيح النظر، مثلما هو الحال بمستشفى بني مسوس في العاصمة.