أشار الخبير في الطاقات المتجدّدة ومدير مؤسسة ''أو أن أر أنجيرينغ سيرفيس''، بوخالفة يايسي، إلى أن الجزائر مطالبة، أكثر من أي وقت مضى، لمنح الأولوية للطاقات المتجدّدة، بسبب ارتفاع استهلاك الكهرباء الكبير الذي شهدته في السنوات الأخيرة، مؤكدا أن مراجعة أسعار الكهرباء والغاز من بين أهم الحلول لتطوير الطاقات المتجدّدة. واعتبر الخبير يايسي أن تطوير هذا النوع من الطاقات مرتبط أساسا بعدد من الإجراءات الصارمة التي يجب أن تتخذها الدولة، توازيا مع البرنامج الذي أطلقته من أجل الدفع بالطاقات الخضراء نحو الأمام، مؤكدا أن الجزائر، وعلى غرار الدول المنتجة للنفط، بقيت متأخرة كثيرا في مجال الطاقات المتجدّدة، بسبب اعتمادها على البترول والغاز في التزوّد بالطاقة. وأشار بوخالفة يايسي، خلال اللقاء الذي نظم بمقر الغرفة الجزائرية الألمانية للصناعة بالعاصمة وبالتعاون مع مؤسسة نيومان، إلى ضرورة مراجعة السياسة الطاقوية في الكثير من المجالات للتحكم أكثر في التزوّد بالطاقة، مؤكدا أن التوفر الكبير للطاقة خلق العديد من العادات السيئة، خاصة في مجال البناء، إلى درجة أن استهلاك الطاقة من سنة إلى أخرى يرتفع ما بين 5 إلى 7 بالمائة. كما تطرّق ذات المتحدث لمشكل تسعيرة الكهرباء في الجزائر، حيث أشار إلى أن التسعيرة الحالية تشجع عدم احترام ترشيد استعمال الطاقة، مقدّما مثالا عما تم القيام به في ألمانيا، حيث أقدمت السلطات الألمانية على الرفع من سعر الكهرباء، من أجل دفع الناس نحو اقتصاد الكهرباء والذهاب نحو الطاقات المتجدّدة. وعن الارتفاع الكبير لأسعار معدّات الطاقة الشمسية، أشار السيد يايسي إلى أن هذه المعدّات عرفت انخفاضا كبيرا في سعرها، بسبب مختلف سياسات الدعم التي وضعتها الدول من أجل ذلك. أما فيما يتعلق بالجزائر، فقد أشار يايسي إلى أن مختلف المشاريع التي أطلقت، خاصة مشروع مصنع الرويبة، بالإضافة إلى التحفيزات التي وضعتها الدولة، ستسمح بتخفيض هذه المعدّات خاصة سنة 2014 تاريخ الدخول في الإنتاج بالرويبة. وعن واقع المؤسسات الخاصة في الجزائر في مجال الطاقات المتجدّدة، أوضح منشط الندوة أن دورها، إلى غاية الآن، بقي هامشيا، مثلما هو الحال في المغرب وتونس، حيث تبقى مكلفة فقط بالقيام بالمناولة لفائدة المؤسسات الكبرى المتخصصة في القطاع، مشيرا إلى ضرورة مساعدتها وفتح المجال أمامها من أجل المشاركة في المشاريع المطروحة. كما قام الخبير بمقارنة بين الجزائر والدول المجاورة، كالمغرب وتونس، حيث أشار إلى أن تطور الطاقات المتجدّدة يختلف من بلد لآخر مع تزعم كل بلد في مجال معيّن، حيث أن المغرب يعتبر رائدا في مجال الطاقات المنتجة بالرياح، في حين أن تونس تحتل المرتبة الأولى في مجال التسخين بأشعة الشمس، أما الجزائر فتحتل المرتبة الأولى في مجال إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية. ولكن من حيث المشاريع، أوضح أن البلدان الثلاثة أطلقت مشاريع من أجل إنتاج الطاقة الخضراء، وكلها متفقة على ضرورة التوصل إلى إنتاج حوالي 40 بالمائة من حاجياتها من الطاقات المتجدّدة.