أكد الدكتور أمين بودغن سطمبولي، الباحث في جامعة وهران، أن أهم عامل لتطوير قطاع الطاقات المتجددة في الجزائر هو وجود إرادة سياسية حقيقية لتطوير قطاع مازال يعرف تأخرا كبيرا رغم الإمكانات الكبيرة التي تمنحها الطبيعة للجزائر لتطويره. واعتبر الدكتور سطمبولي أنه لا خيار أمام الجزائر الآن سوى تطوير الطاقات المتجددة حفاظا على المستقبل، خاصة أن كل الدراسات تؤكد أن البترول والغاز لم يبق له سوى 80 سنة على الأكثر، وبالتالي لابد من التفكير في طاقات أخرى يمكنها أن تحل محلها لضمان الطاقة في المستقبل. وشدد سطمبولي، خلال الكلمة التي ألقاها بمناسبة اليوم الدراسي الذي نظمته غرفة التجارة والصناعة الجزائرية الألمانية، أمس، بمقرها، حول واقع ومستقبل الطاقات المتجددة في الجزائر، أن هذا الواقع يعيش عليه كل العالم وليس الجزائر فقط، حيث إن هناك توجها كبيرا نحو الطاقات المتجددة والتخلي عن الطاقات التقليدية. وقد أجمع الخبراء الذين شاركوا في اليوم الدراسي على أن الجزائر تملك من الإمكانات ما يسمح لها بتوفير الطاقات الكهربائية من الطاقات المتجددة خاصة الطاقة الشمسية، حيث تملك صحراء شاسعة فاقت 2 مليون كيلومتر وأشعة الشمس متوفرة فيها بمعدل 10 ساعات في اليوم، وهي إمكانات لا يستهان بها في إنتاج الطاقة من الشمس. وأشار الدكتور سطمبولي في هذا الصدد إلى أن الصحراء الجزائرية يمكن استغلالها لإنتاج 8 كيلواط في المتر المربع الواحد، حيث إن 10 بالمائة فقط من مساحة الصحراء يمكنها أن توفر حاجيات أوروبا من الطاقة الكهربائية، إلا أنها ليست مستغلة كما ينبغي. وهو الواقع نفسه بالنسبة للإمكانات الأخرى كإنتاج الكهرباء من المياه والسدود أو من جوف الأرض، حيث إنه رغم كل الإمكانات التي تتوفر عليها الجزائر إلا أنها تبقى غير مستغلة ولا يتم الاعتماد عليها في إنتاج الكهرباء، مانحا مثالا بالإمكانات المتوفرة من جوف الأرض، حيث تتوفر الجزائر على 200 موقع يمكن استغلالها لإنتاج الكهرباء إلا أنها تبقى مهملة. إلا أن المتحدث ذاته أكد أن الدولة قد أطلقت عددا من المشاريع لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى عدد من المشاريع المبرمجة في المستقبل من أجل الرفع من نسبة الكهرباء المنتجة بهذه الطريقة. وللتذكير، فقد كان وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي قد تحدث عن مشروع مرسوم تنفيذي لإنشاء المعهد الجزائري للطاقات المتجددة وتنظيمها قبل نهاية العام الجاري، مؤكدا أن الشركة الجزائرية للطاقة الشمسية تعمل بالشراكة مع الشركة الألمانية المتخصصة في مجال الطاقة الشمسية (سونارجي جي أم بي أش) من أجل تعزيز السوق الجزائرية التي تحتاج مثل هذه الطاقات المتجددة. وأضاف أن الجزائر ستستورد آلات ألمانية تعنى بتنقية المياه بكل أنواعها وأجهزة الطاقة الشمسية الأحدث في السوق العالمية، لمواجهة الظروف الطبيعية القاسية التي تعرف بها مناطق الصحراء الجزائرية والتي تحتاج إلى آلات متطورة.