- ليس لدي أي مشكل مع حمّار ولا أعراب ولا الوالي - أطلب عدم ذكر اسمي في الصحافة وأريد أن أكون مواطنا عاديا عقد رئيس مجلس إدارة شركة وفاق سطيف، عبد الحكيم سرار، مساء أول أمس السبت، ندوة صحفية بفندق الزيدان، أكد خلالها استقالته من مجلس إدارة الشركة وانسحابه نهائيا من محيط الوفاق والرياضة بصفة عامة، مؤكدا أنه سيهتم بتسيير شؤون مؤسسته المتخصصة في أشغال الطرقات. ''لكل بداية نهاية وحققت ألقابا لم تحققها كل أندية الشرق..''، بهذا استهل سرار حديثه، مشيرا إلى الإنجازات التي حققها في فترة توليه رئاسة الفريق، ''في الموسم 2004 / 2005 كان اللاعبون يشربون من ماء الحنفية، ليصبح الفريق بعدها ينفق أكثر من 70 مليار سنتيم، وبلغ القمة من حيث النتائج وحصد الألقاب، وتمكنا من تشجيع السياحة الرياضية، حيث حطت طائرات سعودية وتونسية ومغربية بمطار سطيف، وجاءت وفود من مختلف الدول العربية لزيارة سطيف بفضل الوفاق''. وواصل سرار حديثه حول مسيرته الناجحة بالقول: ''لقد حققت خلال ثماني سنوات من التسيير تسعة ألقاب متنوعة، لم تتمكن كل فرق الشرق الجزائري مجتمعة من تحقيقها منذ الاستقلال، وذلك من دون أن أحتسب لنفسي ثنائية الموسم الفارط''. بكى بسبب الذين طالبوا بفتح تحقيق في حقه لم يتمالك سرار نفسه عند تطرقه للصراعات التي وصفها بالتافهة رافضا الدخول فيها، حيث انهمرت دموعه وهو يقول: ''كنت أنتظر أن يتم تكريمي وأنا في تونس على ما قدمته للفريق، لكن شخصين يعملان بالنادي طالبا، خلال الجمعية العامة الأخيرة، بضرورة فتح تحقيق ضدي لأنني لم أمنحهما رواتبهما، وأنا أرفض الدخول في مثل هذه التفاهات، لكن أقول فقط إنني خريج مدرسة مختار عريبي رحمه الله، وأنا ابن وفاق سطيف وترعرعت داخل مدرسته، ولم آت من فراغ، فإذا بالذين كانوا بالأمس يمسحون لي الحذاء يطالبون اليوم بمحاسبتي، وأنا أقول لمن يدعي حقوقا مالية بقيمة 250 مليون، أن العمل وفقا لقانون الجمعيات الرياضية يتطلب التطوع وليس العمل مقابل راتب، كما أقول لهذا الشخص الذي طالب ب250 مليون سنتيم إنه كان لاعبا بوفاق سطيف وليس مسيرا''. وبخصوص سؤال حول أسباب الاستقالة وإن كانت مرتبطة بخلافه مع رئيس النادي الهاوي، حسان حمّار، أو أعراب، أو نتيجة لضغوطات من المسؤولين المحليين وعلى رأسهم والي الولاية، قال سرار: ''ليست لي مشاكل مع أي كان، لا مع حمار ولا مع أعراب، كما أن المسؤولين المحليين، خاصة المنتخبين، كلهم أصدقائي وتجمعني بهم علاقات جد طيبة، ووالي الولاية لم أدخل معه لا الآن ولا من قبل في أي صراع، وعلاقتي به جد عادية، ولم يحاول في أية لحظة أن يمارس عليّ أي ضغط مهما كان نوعه، واستقالتي جاءت عن قناعة شخصية مفادها أنني لم أعد قادرا على تقديم أي مساعدة للوفاق، والحقيقة أنني كنت مستقيلا في رأسي منذ شهر جوان الفارط، ومع ذلك لا ينكر أحد أنني ساهمت في انتدابات الموسم الحالي بنسبة 70 بالمائة والباقي أكمله حمّار وأعراب، لقد تعبت كثيرا وأريد الراحة، أنا الآن في سن الخمسين ولا يمكنني الاستمرار في هذا الوضع''. أطلب العفو.. والرجاء عدم تداول اسمي مستقبلا في الصحافة وطلب سرار ''العفو من كل رجال الإعلام الذين ربما أخطأ في حقهم على حد قوله: ''أطلب العفو والعافية، واسمحولي أقولها وأكررها، ربما أكون قد أخطأت في حق بعضكم، والرجاء عدم ذكر اسمي مستقبلا في الصحافة، أريد أن أصبح مواطنا عاديا، وأريد الابتعاد عن محيط الرياضة بصفة عامة، أهتم بتسيير مؤسستي الخاصة، وأن أبقى فقط مساهما في شركة الوفاق بأموالي التي وضعتها، وإن أراد أحدا شراء أسهمي فمرحبا به، ولو كانت الشركة قادرة على منحي أموالي فسوف آخذها وأذهب''. لا أنوي الاستقرار بتونس ولا العمل لدى النادي الإفريقي وقال سرار إنه لم يفكر أبدا في الاستقرار بتونس أو العمل كمناجير عام للنادي الإفريقي كما أشيع مؤخرا. وقال: ''أيعقل أن أترك المدينة الجميلة والرائعة التي ولدت فيها وترعرعت بين أحيائها وشوارعها، وأذهب لأستقر في تونس، في وقت أن عددا كبيرا من المستثمرين والمواطنين يأتون لهذه الولاية للاستقرار بها، كما لا يمكنني العمل في أي فريق، خاصة النادي الإفريقي، لأن رئيسه السيد سليم الرياحي، يتعامل معي كرئيس لأكبر ناد بالجزائر، وبالتالي لا يسمح لنفسه بأن يطلب مني العمل كمناجير عنده''. وبخصوص تقديم استقالته المكتوبة أمام أعضاء مجلس الإدارة، وإمكانية رفضها والضغط عليه للاستمرار، أردف قائلا: ''لا تراجع عن الاستقالة وسوف أجتمع بأعضاء مجلس الإدارة خلال نهار غد (أمس الأحد ) وأسلم استقالتي ولا يهمني رفضها، لأن القوانين واضحة في هذا المجال ولا يمكن لأحد إلزامي بمواصلة العمل، وأنا أردت أن أعلن عن الاستقالة من خلال هذه الندوة حتى يتأكد الجميع بأنني جاد هذه المرة، ولا يمكنني التراجع مهما كان الأمر، وسوف أكون مستعدا مستقبلا لتقديم النصح لمسيري الوفاق، كما يمكنني تقديم أي مساعدة للفريق، وقد أخصص منحة من أموالي للاعبين من أجل الفوز في أول مباراة أمام مولودية العلمة، ولا يمكنني أبدا العمل ضد مصلحة فريقي، وأقول لحمّار وأعراب إنكما تملكان فريقا قويا من الناحية التقنية، غير أنه صعب تسييره، ولذا عليكما بالحذر''.