انتقد أبو جرة سلطاني مخطط الحكومة الجديد المعروض للمناقشة اليوم أمام النواب، وتساءل إن كان يعكس ''استمرار تحديات الدولة في برنامجها لعام 2009، تحت مظلة برنامج الرئيس؟ أم أنه يعكس الإصلاحات السياسية الجديدة، ''رغم أن الأمور تغيرت كثيرا بين 2009 و2012؟''. قال رئيس حركة مجتمع السلم خلال يوم دراسي خصص لمناقشة مخطط حكومة عبد المالك سلال، وجمع نواب ''تكتل الجزائر الخضراء'' وقياداته الثلاثة أمس، أن مخطط الحكومة ''خال من كل ما هو إستراتيجي''، وقال ''سهرت وأنا أتأمل في مضمونه فوجدته ظرفيا''، ولاحظ أن ''ميزانية التسيير مضخمة على ميزانية التجهيز''، الأمر الذي يعكس ''خطورة'' مثلما استقاه من خبراء، ليؤكد أن ''مخطط الحكومة مستنسخ من برنامج 2004 فقط حمل بصمة الوزير الأول الجديد''. وعرض الوزير السابق للتجارة الهاشمي جعبوب، مخطط الحكومة بلغة ''انتقاد'' تناولها في محاور تفصيلية، فقال إنه تحدث عن ''تبذير المال العام''، وفي نظره فإن ''التبذير هين أمام استفحال الرشوة والفساد''، كما قال إن المخطط تناول ''المصالحة الوطنية باستحياء وأغفل قضية المفقودين كملف شائك وجبت معالجته''. وقال جعبوب إن المخطط تحدث عن ''تحسين العلاقة بين الحكومة والبرلمان''، بينما تساءل ''هل الطرفان في حرب؟''، موضحا أن المأمول هو تعزيز أدوات الممارسة القانونية، منتقدا ''غياب آليات ردعية لممثلي حكومة، بعضهم لا يحضرون الجلسات''. وتدخل الأمين العام لحركة النهضة ليقول إن ''مخطط الحكومة تجاهل حرية التعبير''، في شق تنديده ''بغياب موقف رسمي دبلوماسي ردا على الفيلم المسيء إلى الرسول الكريم، وعدم السماح للجزائريين بالتظاهر مثل باقي الشعوب الإسلامية، وأضاف ''لسنا متفائلين بأداء حكومة جديدة قدمت مخططا خاليا من الأرقام وغير قابل للقياس والتقييم''، ليؤكد أن ''الحكومة الجديدة لم تنبع من إرادة الشعب ولم تراع نتائج الانتخابات التشريعية''. ودعا ربيعي إلى ''دستور توافقي وحكومة وحدة وطنية ثم تنظيم انتخابات نزيهة''، ليبرر قرار المشاركة في المحليات ب''المقاومة السياسية ومواجهة التيئيس وتمييع الحياة السياسية بالمال أوسخ''. وفيما تحاشى سلطاني الخوض في قضية ''غول وحزبه تاج'' المنشق عن ''حمس''، تهجم رئيس حركة الإصلاح حملاوي عكوشي على وزير الأشغال العمومية قائلا ''غول أكول ويكون حيثما تكون (الماكلة)''، وخاطبه ''الذي تفعله حاليا فعله قبلك الأرندي والأفالان''، وطعن في مصداقية الحكومة قائلا ''لو كان فيها خير لكانت نصبت بعد التشريعيات مباشرة''. وقال أطراف التكتل الثلاثة إن ''التكتل تدعم وأصبح أكثر متانة''، وشدد سلطاني على ''التمسك بالتكتل وكسر العراقيل التي في طريقه''، مشيرا إلى أن أطراف هذا الفضاء قررت منح الولايات صلاحية اختيار المترشحين للانتخابات المحلية ''لتجريب الديمقراطية المحلية''. من جانبه، قال نعمان لعور، رئيس كتلة ''تكتل الجزائر الخضراء'' إنه تم إيداع عشرة أسئلة لدى مكتب العربي ولد خليفة، تتعلق بما حدث خلال الصائفة حول انقطاع التيار الكهربائي، وما حدث لبيت المال، والحرائق، والتحقيق في نتائج تشريعيات 10 ماي.