لا تزال القبضة الحديدية متواصلة بين عمار براهمية وعمر غريب حول رئاسة النادي الهاوي، حيث يؤكّد كل طرف امتلاكه شرعية رئاسة النادي، بعدما انتخب الأول يوم 15 أوت الماضي رئيسا جديدا للنادي الهاوي خلفا للرئيس المنتهية عهدته عبد الحميد زدك، في حين انتخب الثاني رئيسا جديدا لنفس النادي أول أمس في جمعية عامة طارئة جرت بمقر النادي بالشرافة. في ظل صمت السلطات المعنية، حول الصراع والانسداد الذي يشهده النادي العاصمي، راح كل طرف يتحدث عن شرعيته في رئاسة النادي لعهدة أولمبية جديدة. وقد فشل عمار براهمية في استلامه المهام من طرف الرئيس السابق، عبد الحميد زدك، ولم يتمكن أيضا من عقد أول اجتماع مع أعضاء مكتبه الجديد بمقر النادي بالشرافة، بعدما تحصل على الاعتماد من مديرية تنظيم الشؤون العامة والقوانين، حيث اعترضته جماعة عمر غريب وزدك. وفي هجوم معاكس، قامت جماعة زدك بعقد جمعية عامة طارئة، وانتخاب عمر غريب رئيسا جديدا للنادي الهاوي. يحدث هذا دون حصول زدك على موافقة مديرية تنظيم الشؤون العامة والقوانين، أو حضور ممثل من مديرية الشباب والرياضة، واقتصر الحضور على المحضر القضائي، الذي دوّن وقائع الأشغال. وحسب محامي الفريق، حسن لنوار، فإن الجمعية العامة الطارئة يمكنها أن تنعقد دون الحصول على الرخصة والاعتماد إذا كانت في مقر النادي، وهو ما حصل، على حد قوله، وهو نفس الكلام الذي أكده مصدر مسؤول في مديرية الشباب والرياضة، في حديثه مع ''الخبر''. وكانت جماعة زدك، في وقت سابق، قد طعنت في شرعية الجمعية الانتخابية التي زكت براهمية رئيسا للنادي الهاوي، على اعتبار أن الأعضاء الذين حضروا تلك الجمعية العامة لم يتحصلوا على صفة العضوية، بسبب عدم تزكيتهم بالتصويت خلال الجمعية العامة التي عقدها زدك يوم 18 فيفري .2012 لكن عمار براهمية وجماعته يعتبرون أن الملف طوي نهائيا، واعتراف مديرية تنظيم الشؤون العامة والقوانين وكذا مديرية الشباب والرياضة كافيان للانطلاق في العمل على رأس النادي الهاوي. وبتزكية غريب على رأس النادي الهاوي، بدأ معه فصلا جديدا من مسلسل الصراع حول الرئاسة بينه وبين براهمية، في ظل عدم اتخاذ السلطات موفقا حازما بشأن الصراع الدائر على مستوى إدارة النادي العاصمي. وجها لوجه عمر غريب ل''الخبر '' أنا الرئيس الشرعي ومن يكون براهمية؟ أكد عمر غريب أنه الرئيس الشرعي للنادي الهاوي لمولودية الجزائر، ولعهدة أولمبية جديدة، خلفا للرئيس السابق عبد الحميد زدك. وقال غريب، في تصريح ل''الخبر''، أمس: ''لم أفكر في رئاسة الفريق لولا إلحاح الأعضاء الشرعيين للجمعية العامة، الذين طلبوا مني مواصلة العمل الذي أنجزته في الفريق.. لقد ضحيت من أجل هذا النادي وخدمته بإخلاص، وما يهمني الآن هو استعادة الفريق هيبته''. وعن الصراع القائم مع عمار براهمية، أضاف غريب متسائلا ''من يكون براهمية، فجمهور المولودية يعرف غريب الذي وقف ودافع عن الفريق وتوج معه بلقب البطولة، وبراهمية انتخب رئيسا في جمعية عامة غير شرعية، غاب عنها الأعضاء الشرعيون للنادي، الذين استلموا الفريق من سوناطراك في جوان 2008، وعددهم آنذاك كان 44 عضوا، توفي منهم أربعة، وبقي 40 عضوا هم من اختاروني رئيسا للنادي الهاوي. وأما الأعضاء الذي انتخبوا على براهمية فهم غير شرعيين، لأنهم خالفوا قانون الجمعيات، فتوسيع تركيبة الجمعية العامة يجب أن يتم التصويت عليه، وهو ما لم يحدث. وتقرير المحضر القضائي، الذي حضر أشغال الجمعية العامة في 18فيفري 2012، يؤكد ذلك''. وكشف غريب أن شركة سوناطراك لن تتدخل في النادي الهاوي، ولا تنوي استعادته كما تم ترويجه، بل سيقتصر استثمارها في النادي المحترف، بشراء كامل أسهمه، يقول غريب. عمار براهمية ل''الخبر'' المولودية في يد قطاع الطرق وغريب لا يملك مؤهلات رفض عمار براهمية، في بداية الأمر، التعليق على الجمعية العامة الطارئة التي عقدتها جماعة عبد الحميد زدك، والتي انتخبت عمر غريبا رئيسا جديدا للنادي الهاوي، لكنه استرسل بعدها في الحديث عن الوضع الراهن الذي يعيشه عميد الأندية الجزائرية، والصراعات التي تنخره، بسبب ما وصفهم بأصحاب المصالح الضيقة. وكشف براهمية، ل''الخبر''، قائلا: ''قانون الجمعيات واضح، وكل الجمعيات العامة الانتخابية تعقد قبل تاريخ 31 أوت، زيادة على ذلك فإن المترشح لرئاسة جمعية عليه أن يملك المؤهلات العلمية، أو مستوى تعليمي، وعلى الأقل يعرف القراءة والكتابة، وأن يكون المترشح للرئاسة غير مسبوق قضائيا، ولم يتورط في فضائح. فهل تتوفر هذه الشروط في الرئيس الذي تم انتخابه من طرف هذه الجماعة؟''، ويعني به غريب. وواصل براهمية كلامه، مشيرا إلى الفساد الكبير الذي تعرفه الرياضة الجزائرية وكرة القدم، على وجه الخصوص، معتبرا ما يحدث في المولودية، في السنوات الأخيرة، ما هو إلا صورة حيّة عن الفساد الذي تعيشه الجزائر، ''كلمة الحق أقولها، الفساد بلغ الذروة في كرة القدم، وفي المولودية، ويجب التخلص من هؤلاء الانتهازيين، ووضع كل واحد في مكانته، وأنا مستغرب لماذا كل هذا الصمت على هذه التجاوزات''، يقول براهمية. وعن عدم إقدامه على تسليم المهام، وعقد أول اجتماع في مقر النادي بالشرافة، مثلما تحدث عنه سابقا، يقول براهمية: ''المولودية صارت تسيّر من طرف قطاع الطرق. لقد حاولت الدخول إلى مقر النادي لعقد الاجتماع، فوجدت أشخاصا مدججين بأسلحة بيضاء (سيوف وخناجر..)، فرفضت مواجهتهم، واستغربت صمت السلطات على ما يحدث في هذا الفريق''. وأضاف براهمية ''أظن أن الأنصار يساندونني، ويعرفون من يريد خدمة مصالحه الشخصية، ومن يريد خدمة الرياضة عموما، والمولودية على وجه الخصوص''.