انتقد الدكتور محمود شكري، سفير مصر السابق لدى سوريا وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، بشدة دعوة أمير قطر للتدخل العسكري العربي في سوريا، قائلا إنها مناورة سياسية لأهداف يجهلها، ومحاولة من قطر لإعلاء قدراتها ووضع حلول غير مطروحة، كما أكد على ضرورة تقوية وتوحيد المعارضة السورية في الداخل وجلوسها مع نظام الأسد، للحوار والبحث عن سبل وحلول للخروج من هذه الأزمة، محذرا في ذات السياق من دخول سوريا في حرب أهلية وشيكة. بداية، ما تعليقك على الطرح القطري الذي يدعو إلى تدخل عسكري عربي في سوريا، في ظل رفض مصر لهذا الطرح وتأكيدها على دعم مهمة الإبراهيمي وتوحيد صفوف المعارضة؟ التوقيت غير مناسب لهذا الطرح، والظروف المحيط به تقطع تنفيذه، مع العلم أن تنفيذه يلزم الموافقة من مجلس الأمن، والصين وروسيا لن تسمحا بذلك، وبالتالي يبقى هذا الطرح مجرد مناورة سياسية لا أعلم السبب أو الهدف منها، وقد تكون ورقة للضغط على الأسد، ولا أعتقد أن الدول العربية سترحب بذلك في هذه المرحلة تحديدا، وأمريكا ذاتها لن تدخل في هذه المجموعة، وستتحدث إيران باسم سوريا وسوف تسعى لإفشال هذا الطرح، كما أن الرئيس مرسي جدد التزامه بدعم المبعوث العربي الدولي المشترك الأخضر الإبراهيمي، واستكمال الجهد الجاري لتوحيد صفوف المعارضة وتشجيعها على طرح رؤية موحدة وشاملة لعملية الانتقال الديمقراطي المنظم للسلطة. ولن تخوض مصر، التي تعتبر أكبر قوة عسكرية في المنطقة، هذه المعارك الجانبية، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تعرفها سيناء، فحل مشاكلنا الداخلية أبدى لنا من الدخول في مناورات. هناك من يرى أن دعوة قطر للتدخل العسكري في سوريا راجعة إلى إقصائها من اللجنة الرباعية التي دعت مصر إلى تشكيلها لبحث الأزمة السورية، ما رأيك؟ قطر تحاول أن تعلي من قدراتها وتضع حلولا غير مطروحة، وأعتقد أن السعودية ستوافق على هذا الطرح، وستقوم بإرسال جنودها، وبالتالي يصبح اللعب على المكشوف، وستتحول المعركة الدائرة رحاها على الأراضي السورية منذ ما يقرب من سنتين إلى حرب أهلية. وكيف ترى موافقة الرئيس التونسي على الطرح القطري؟ هو حر في خياراته، لكن لا أتوقع أن يتم تنفيذه، لأنه يستوجب أخذ الموافقة من جامعة الدول العربية، وإلا سيكون مشروعا فرديا، وأنا على يقين أن كل من رحب به سينسحب لحظة التنفيذ، وسيبقى مجرد مناورات سياسية.