دعت قطر، أمس، رسميا إلى تسليح جزء من الشعب السوري أي المعارضة السورية ليقاتل الجزء الآخر من الشعب السوري الموالي للنظام في خطوة قد تدفع بسوريا إلى دوامة حرب أهلية وقودها أبناء سوريا. وقد سبقت السعودية هذه الدعوة القطرية، حيث اقترحت خلال مؤتمر ”أصدقاء سوريا”، الجمعة الماضي، إلى تسليح المعارضة، وانسحب الوفد السعودي احتجاجا على عدم تبني المؤتمر للخطوة السعودية. اعتبر رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني، أنَّ ”على المجتمع الدولي تسليح المعارضة السورية”. ورأى أنَّ ”الدول العربية يجب أن تأخذ زمام المبادرة لتوفير ملاذ آمن للمعارضين داخل سوريا”. بن جاسم، وفي تصريح خلال زيارته إلى النرويج، قال: ”أعتقد أن علينا عمل ما يلزم لمساعدتهم (المعارضة السورية) بما في ذلك تسليحهم للدفاع عن أنفسهم”. وأضاف: أن ”الدول العربية عليها المشاركة في جهد عسكري دولي لوقف إراقة الدماء في سوريا بعد 11 شهرًا من الانتفاضة الشعبية ضد حكم الرئيس بشار الأسد والتي قتل فيها الآلاف”. وإستطرد قائلًا: ”حيث أننا فشلنا في عمل شيء في مجلس الأمن أعتقد أن علينا محاولة عمل شيء ما لارسال مساعدة عسكرية كافية لوقف القتل”. وكانت السعودية قد سبقت قطر في الدعوة إلى تسليح السوريين ضد بعضهم خلال مؤتمر ”اصدقاء سوريا ” الجمعة الماضي وقال وزير خارجية السعودية الامير سعود الفيصل،، أن تسليح المعارضة التي تواجه حملة قمع عنيفة من جانب قوات نظام الاسد تعد فكرة ممتازة، فيما دعت تركيا المجتمع الدولي إلى فرض حضر شامل على وصل السلاح للنظام السوري. وانسحب الوفد السعودي من المؤتمر احتجاجا على على عدم تبنيه الدعوة السعودية لتسليح المعارضة. وفي تطور آخر قال رئيس الوزراء الروسي والمرشح الرئاسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين إن ”المجتمع الدولي يجب أن يبذل جهوده في سبيل تحقيق المصالحة بين السوريين”. واعتبر بوتين في مقال نشرته صحيفة (موسكوفسكييه نوفوستي) في عددها الصادر أمس أن ”الأهم هو أن يتم وقف العنف مهما كانت مصادره في أسرع وقت وإطلاق الحوار الوطني الشامل بين السوريين دون شروط مسبقة ودون التدخل الأجنبي مع احترام سيادة الدولة”. ورأى بوتين أن ”ذلك سيمهد لتنفيذ ما أعلنته القيادة السورية من إجراءات لإشاعة الديمقراطية والأكثر أهمية منع نشوب حرب أهلية كاملة”، مضيفا أن ”الدبلوماسية الروسية ”عملت وستظل تعمل في هذا الاتجاه”. وأعرب بوتين عن أمله في أن ”تأخذ الولاياتالمتحدة والبلدان الأخرى في الاعتبار تجربة ليبيا ولا تحاول تنفيذ السيناريو العسكري في سوريا دون موافقة مجلس الأمن الدولي”، مضيفا أنه ”لا يفهم أسباب عدم التوصل إلى صياغة الموقف الجماعي المدروس والمتوازن ولاسيما وأن ملامحه كانت قد ارتسمت عند طرح مشروع قرار بشأن سوريا”. ومن جهة أخرى رحب وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أمس الإثنين بالإستفتاء على الدستور الجديد في سوريا الذي أجري أمس الأحد واعتبره ”خطوة نحو الديمقراطية”. ونسبت وسائل إعلام روسية للافروف قوله في مؤتمر صحفي اليوم بموسكو مع نظيره الميانماري وونا ماونغ لوين ”إن روسيا ترحب إجراء استفتاء على الدستور في سوريا” مضيفا ”أظن أن الذين يرون هذا خطوة نحو الديمقراطية صائبون”. وأضاف ”يجب أن يلاقي إنهاء الوضع الاحتكاري لأحد الأحزاب في النظام السياسي الترحيب” في إشارة إلى إلغاء الدور القيادي لحزب البعث الحاكم منذ خمسين عاما.