الملايير صرفت في إصلاح المستشفيات والمريض لازال يموت انتقد المختصون في مجال الصحة، أمس، غياب منظومة قانونية للصحة العمومية في الجزائر، تتماشى مع أهم التطورات الخاصة بالعلاج، وظهور أمراض جديدة، وارتفاع مخيف في عدد المصابين بداء السرطان، خصوصا أن الجزائر لم تسنّ قانونا أساسيا للصحة العمومية منذ 1976 في غياب تكفل فعلي بالمرضى وإصلاح فعلي لقطاع المستشفيات العمومية، رغم صرف الملايير. قال الوزير الأسبق للصحة، عبد الحميد أبركان، أمس، إن ''المنظومة الصحية في الجزائر تعاني الكثير من النقائص التي أثرت كثيرا على الرعاية الصحية للمرضى''. وأضاف المتحدث، في تدخله خلال مؤتمر الرعاية الصحية الذي تنظمه وكالة ''نسيبا'' للاتصال برعاية ''الخبر'' بفندق هيلتون الجزائر، بأن ''المواطن لازال يشتكي من تدني الخدمات الصحية، وصرف الدولة لملايير الدينارات على مدار سنوات، لم يحدث النقلة النوعية اللازمة، وهو ما يعني أن إصلاح المستشفيات لم ينجح وهو بحاجة إلى مراجعة''. وأشار الوزير السابق إلى أن ''المواطن الجزائري لازال يموت بسبب أمراض استطاعت دول متخلفة أخرى أن تتجاوزها، وتتعامل معها صحيا''. الأكثر من هذا، فإن ''عدم التوازن بين مناطق الشمال والجنوب في مجال الخدمات الصحية، يعدّ نقطة سوداء لم تتمكن الدولة من تجاوزها، وتعقدت وضعية المريض بشكل مخيف، وأصبحت الوفيات تسجل بسبب حالات ولادة، وعدم تمكن المريض من الوصول إلى المستشفى، بسبب العزلة، أو حتى عدم توفر المصلحة الطبية على الأدوية والمعدّات الطبية اللازمة''. من جهته، أفاد رئيس المجلس الاستشاري لمؤتمر الرعاية الصحية، أمير توفيق، بأن ''الجزائر لم تسنّ قانونا أساسيا للصحة العمومية منذ 1976، رغم التطورات التي تحدث في مجال الصحة، ناهيك ما تعلق بالأدوية التي تشكل خطرا على صحة المواطن، وتستورد على أساس أنها أدوية خالية من أي مضاعفات صحية كيميائية''. ونبّه المتحدث إلى أن ''الوقت حان من أجل بناء هيكل صحي ناجع، يحفظ للمريض صحته وحقه في العلاج اللازم، تبعا للإمكانيات المادية التي أتاحتها الدولة، خصوصا من خلال المخطط الخماسي لإصلاح القطاع الممتد إلى .''2014 وألح أمير توفيق على مسألة الإبقاء على قطاع الصحة تابعا لعملية الاستيراد من الخارج، خصوصا فيما يتعلق بالأدوية وأجهزة الكشف والمتابعة. وقال مارك، مدير التسويق والتطوير بشركة ''روايال فيليبس إليكترونيكس''، بأن السوق الصحية الجزائرية بحاجة للكثير من الأجهزة، خاصة الكشف عن طريق الأشعة ''ونحن نوفر ذلك، من خلال آخر التكنولوجيا، مع تقديم الخبرة والتكوين''. أما راؤولف أسيي، مدير ناحية إفريقيا بنفس الشركة، فقال: ''الجزائر بحاجة إلى إدخال كل التقنيات اللازمة في مجال الصحة، وضمان توفير قطع الغيار لهذا العتاد، كما نفعل نحن''. ونبّه عمر الخليفي، من المغرب، من مخبر ''كوبر فارما''، إلى أن الأدوية الخاصة بالصداع والألم تعدّ أكثر استهلاكا في المغرب العربي، خاصة الجزائر، مضيفا بأنه ''في غياب رعاية صحية حقيقية، يلجأ المريض إلى الصيدلي، ويطلب أدوية قبل العلاج، والتي تكون أهمها مزيلة للصداع والألم والمضادات الحيوية''. يشار إلى أن وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، عبد العزيز زياري، ووزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، غابا عن افتتاح المؤتمر الذي يشارك فيه أزيد من 200 مختص وطبيب، من بلدان المغرب العربي والعالم، ويختتم مساء اليوم.