ووري الراحل محمد بوليفة الثرى مساء أمس بمقبرة “قاريدي” في العاصمة، وقد فسح المجال قبلها لمحبيه وأصدقائه لإلقاء النظرة الأخيرة عليه بقصر الثقافة “مفدي زكرياء” بالعناصر، حيث شهد المقام حضورا جد محتشم للأسرة الثقافية والفنية إلى جانب القائمين على المشهد الثقافي في الجزائر. وفي كلمة ألقتها تأبينا للراحل، وصفت خليدة تومي وزيرة الثقافة بوليفة بالأخ والصديق والفنان العبقري والصادق الوفي: “رحل عن المكان وسكن الزمان ليبقى خالدا في ذكرانا خلود إبداعه ورفقته الطيبة، مشعا بعبق كلماته وعوده وسحر ألحانه الساكنة فينا”. وأضافت تومي بالقول: “آثر سنوات الأزمة التي عصفت بالبلاد البقاء والنضال بفنه فقدم الكثير، فكان نعم الابن المعطاء الوفي المستجيب لنداء الوطن”. ونعت وزيرة الثقافة من وصفته بأحد أعمدة الثقافة والموسيقى المختطف في عز العطاء وخلال ذكرى خمسينية الاستقلال التي كتب عنها بنبضه ولحنها بأنفاسه الطاهرة، قائلة: “غادرنا كما عاش في صمت وتواضع فكان كبيرا بعبقريته عظيما بسخائه المبدع ملهما بعشقه لهذه الأرض وأناسها..مهما تحدثنا لن نوفيه حق ما قدمه للجزائر من تكوين لأجيال كاملة وأعمال ثقافية خالدة”. من جانبه قال سليمان جوادي رفيق دربه، أنّ الساحة الثقافية عموما والفنية خصوصا قد فقدت بفقدانه هرما من أهراماتها وعمدة من أعمدتها شخصا: “كان يشتغل على الأغنية بحب وتفان وإخلاص كبيرين أردنا لدى لقائنا مع بعض فنيا أن نبقى أوفياء لكل ما هو جميل وقد استطعنا أن نجسد ذلك”. وأضاف المتحدث: “بوليفة لم يسقط في الابتذال ولا الرداءة التي نجدها اليوم ولو أراد الشهرة والمال لكان حصل عليهما، غير أنه اشتهر فنيا ويبدو أن حقه قد وصله من خلال حضور هذا الجمهور النوعي لتوديعه وهذا بنظري يكفي”. وأجمع يوسفي توفيق، إبراهيم صديقي، نرجس، محمد لعراف، نجاة العلمية، عبد الرزاق جبالي وغيرهم على تواضع الرجل وابتعاده عن الأضواء وعزة نفسه التي منعته من طرق أبواب المسؤولين على المؤسسات الثقافية، أو طلب أي مساعدة أو خدمة منهم.