الفقيد شاهدَ ''بورتريه'' عن حياته أعدته ابنته نغم قبل موته بأقل من ساعةَ انتقل الفنان والموسيقار محمد بوليفة إلى جوار ربه، صبيحة أمس، بمستشفى بشير منتوري بالقبة في العاصمة، عن عمر ناهز 57 سنة، إثر مرض عضال. وسيتم تشييع جنازة الفقيد اليوم بمقبرة فاريدي في العاصمة، بعد إلقاء النظرة الأخيرة عليه في منزله. وبوفاة ملحن رائعة ''بلادي أحبك'' التي أدتها الفقيدة وردة الجزائرية، تكون الأسرة الفنية قد فقدت أحد قامات التلحين بالجزائر. كانت الساعة تشير إلى الواحدة ظهرا، عندما وصلت ''الخبر'' إلى منزل الفقيد بحي فاريدي 1 بالقبة، حيث كانت أجواء الحزن تخيم على المكان، وتصادف وصولنا مع وصول الفنانة زكية محمد ونسيمة شمس وجهيدة. استقبلتنا ابنة الفقيد نغم بوليفة. وحسب ما علمناه منها، فإن والدها توفي بعد مشاهدته لبورتريه خاص عن حياته، بثّ في برنامج ''صباح الخير''، أعدته ابنته نغم، وقد لاحظ أفراد العائلة إحساسه بالتعب، وبمجرد نقله إلى المستشفى لفظ أنفاسه الأخيرة هناك. وانتقل، مباشرة بعد انتشار خبر وفاة بوليفة، عدد كبير من الفنانين وأصدقائه إلى مستشفى القبة، لإلقاء نظرة عليه، ليلتحقوا بعدها تباعا إلى مقر سكناه. وكان من أول الحاضرين مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي والوزير السابق لمين بشيشي ومدير المكتبة الوطنية عزالدين ميهوبي والملحن قويدر بوزيان والفنان يوسفي توفيق. وقد تقرر دفن الفقيد، اليوم، بمقبرة فاريدي في القبة، وسيتم نصب خيمة بمقر سكناه، مثلما حصل في جنازة الراحلة وردة، لتمكين أصدقائه الفنانين ومحبيه من إلقاء النظرة الأخيرة. بوليفة من مواليد سنة 1955 بمدينة جامعة، ولاية الوادي، حفظ القرآن ثلاث مرات وعمره 11 سنة وأَمّ الناس في صلاة التراويح، وكان يمتلك حسا فنيا منذ صغره. انتقل إلى العاصمة، حيث درس الفنون ببرج الكيفان، ليتحصل بعدها على منحة لدراسة الموسيقى ببغداد، وتخرج من هناك كأفضل عازف للعود في دفعته وبتقدير جيد جدا. وبعد عودته إلى الجزائر، تعاون مع زكية محمد ولحّن العديد من الأغاني والقصائد لكبار الفنانين، ك''بلادي أحبك'' لوردة الجزائرية. كما اشتهر أيضا بتلحين الأوبرات وإدخال تعديلات عليها مثل أوبرات ''قال الشهيد'' و''حيزية''، التي تعاون فيها مع عزالدين ميهوبي. ومن المنتظر أن تصدر للمرحوم، بمناسبة أول نوفمبر، أغنية عن الجيش الوطني الشعبي، أدتها مجموعة من الفنانين، وأغنية مع زكية محمد، عنوانها ''مازالها عالية''.