شيع، أمس، بالمقبرة المسيحية في المدنية بالعاصمة، جثمان المجاهد بيار شولي، وسط حضور غفير من أفراد عائلة الفقيد ورسميين ومواطنين، جاؤوا لتوديع الفرنسي الذي اختار مساندة الثورة الجزائرية والعيش في البلد الذي ساهم في تحريره وحمل جنسيته بعد الاستقلال. حضر جمع غفير لجنازة البروفيسور بيار شولي، جمع لم تتسع له المقبرة المسيحية بالمدنية، في الجزائر العاصمة، حيث حضرت عدة وجوه معروفة من وزراء سابقين، والأسرة الطبية التي تتلمذ الكثير منهم على يد البروفيسور شولي، الذي ساهم في إرساء قواعد قطاع الصحة للجمهورية الجزائرية الفتية. وحضرت الجنازة زوجة البروفيسور، كلودين شولي، التي رافقت زوجها طيلة حرب التحرير ومدت له يد العون، فمن بين ما قامت به، مرافقة زوجها وهي حامل من البويرة إلى العاصمة، لنقل المجاهد رابح زراري المعروف حركيا بالرائد عزالدين. وتلقت أرملة المجاهد التعازي من قبل الحاضرين رغم الإرهاق من ثقل السنين. وكان بيار شولي قد توفي يوم 5 أكتوبر بمدينة مونبوليي بجنوب فرنسا، عن عمر يناهز 82 سنة، وكانت من بين آخر وصاياه أن يدفن في الجزائر وبالتحديد بمقبرة المدنية، وبالقرب من مقبرة هنري مايو، فرنسي آخر اختار الوقوف إلى جانب مجاهدي جبهة التحرير.