وصل جثمان المناضل المناهض للاستعمار البروفيسور بيار شولي بعد ظهر امس الإثنين إلى مطار الجزائر الدولي على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية قادمة من مارسيليا. و حضر في المطار عند وصول جثمان مناضل القضية الجزائرية الذي وافته المنية يوم الجمعة الماضي عن عمر ناهز 82 سنة بمدينة مونبوليي (جنوبفرنسا) بعد مرض عضال جمع غفير يتكون من وزراء و شخصيات سياسية و اصدقاء و اسرة الفقيد. و من بين الشخصيات التي جاءت لتلقي النظرة الاخيرة على جثمان الفقيد الراحل ثلاثة اعضاء من الحكومة الحالية و وزراء سابقون من بينهم الوزير الاول الاسبق رضا مالك و رئيس الدبلوماسية الجزائرية الاسبق الاخضر الابراهيمي و القس هونري تيسيي رئيس اساقفة الجزائر الاسبق فضلا عن شخصيات سياسية و نقابية. و قد قامت فرقة من الحماية المدنية بحمل نعش الفقيد الذي كان مغطى بالعلم الوطني. و مشى خلف النعش كل من زوجة المناضل الراحل كلودين شولي مرفوقة باولادها و احفادها إلى غاية القاعة الشرفية للمطار حيث تم عرض الجثمان لمدة قصيرة. و سيوارى جثمان بيار شولي الثرى في منتصف نهار اليوم الثلاثاء بالمقبرة المسيحية بديار السعادة (الجزائر العاصمة) و ذلك نزولا عند رغبته. سيتم قبل ذلك في حدود الساعة العاشرة (10.00 سا) صباحا تنظيم قداس وداع على روح بيار شولي ببيت الاسقفية (الابيار) يقيمه رئيس اساقفة الجزائر الاسبق القس أونري تيسيي. كما جرى صباح امس الإثنين بمونبوليي تنظيم وقفة ترحمية على روح بيار شولي بحضور عائلة و أصدقاء الفقيد و كذا السلطات القنصلية الجزائرية و الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا. من مواليد 1930 بالجزائر كان بيار شولي الذي اختار الجنسية الجزائرية غداة الاستقلال أحد رواد الطب الجزائري. و إبان حرب التحرير الوطني ناضل إلى جانب جبهة التحرير الوطني حيث كان مكلفا بعدة مهام التقى خلالها بكبار قادة الثورة أمثال عبان رمضان. كما كان بيار شولي أحد مؤسسي وكالة الأنباء الجزائرية عام 1961 بتونس وكان ايضا ضمن فريق تحرير جريدة المجاهد عميدة الصحافة الوطنية المكتوبة. و بعد الاستقلال قام بيار شولي الأخصائي الكبير في الأمراض الصدرية و التنفسية بتكوين عدة أجيال من الأطباء الجزائريين و كان خبيرا في مكافحة مرض السل. و بفضل تفانيه و كفاءته تقلد مناصب عليا بوزارة الصحة كما مكنته خبرته العالية من العمل كمستشار بالمنظمة العالمية للصحة. و شغل بيار شولي منصب نائب رئيس المرصد الوطني لحقوق الإنسان و عضو بالمجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي.