أوصت المفوضية الأوروبية بإستئناف التفاوض مع تركيا، الراغبة بالإلتحاق بالإتحاد الأوروبي، وإعادة فتح الفصول الثمانية المجمدة منذ سنوات من وثيقة الإنضمام التي تتضمن 35 فصلاً وأشار المفوض الأوروبي المكلف شؤون التوسيع ستفان فول، إلى أن المفوضية ترغب بتنشيط عملية التفاوض مع أنقرة بغية إنضمام الأخيرة للتكتل الأوروبي الموحد، وذلك بالرغم من استمرار تعثر تركيا على طريق تطبيق الشروط المطلوبة منها لتحقيق الهدف وكان المسؤول الأوروبي يتحدث خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في بروكسل لعرض التقارير السنوية الدورية حول تقييم الجهاز التنفيذي للإتحاد الأوروبي لمدى تطور أداء الدول المرشحة لعضوية الإتحاد مستقبلاً ومسيرة الدول التي تسعى للحصول على عضوية مرشح محتمل وعبر فول عن أسف المفوضية الأوروبية لتباطؤ عملية التفاوض بين بروكسلوأنقرة بفعل العديد من العوامل منها إعتراض بعض الدول الأعضاء في التكتل الموحد وعدم بذل أنقرة ما يكفي من الجهد لتذليل العقبات المتواجدة على طريق إلتحاقها بالركب الأوروبي وأوضح المفوض الأوروبي أن تركيا قد حققت فعلاً بعض التقدم على طريق إنجاز الإصلاحات الإدارية والقضائية، وقال " بالرغم من التقدم في بعض المجالات، لا زال هناك بطء في التحرك التركي نحو تحسين مستوى حرية التعبير وإحترام حقوق الأقليات، وهو ما يشكل مصدر قلق حقيقي بالنسبة لأوروبا"، وفق كلامه وأوضح أن الكرة الآن في الملعب التركي، مؤكداً أن أنقرة تمتلك ما يكفي من الأدوات التي تمكنها من المضي قدماً على طريق تلبية المعايير المطلوبة منها سياسياً ودستورياً وقضائياً لتسهيل ضمها لأوروبا، ف"لدينا الأجندة المشتركة بشأن تركيا والتي تم توقيعها في آيار/ مايو الماضي، والتي سنستمر في العمل عبرها مع هذا البلد"، على حد قوله واعتبر فول أن عملية الإنفتاح الديمقراطي قد توقفت بعض الشيء في تركيا، مسلطاً الضوء في الوقت نفسه على ما قال إنه "نقص في الجهد التركي" في سبيل تطبيع العلاقات مع قبرص والمساعدة في توحيد شطري الجزيرة ويذكر أن التقرير الخاص بتركيا والذي أصدرته المفوضية الأوروبية اليوم قد سلط الضوء بشكل خاص على القضية الكردية، حيث "لا تزال هذه القضية تشكل تحدياً هاماً للعملية الديمقراطية في تركيا، فبعد أن أظهرت أنقرة بعض الانفتاح تجاه الأكراد، عادت لتعتقل العديد من السياسيين المحليين في جنوب شرقي البلاد، حيث تقطن الأغلبية الكردية"، وفق التقرير واشار التقرير إلى إزدياد معدل الهجمات الإرهابية التي يشنها حزب العمال الكردستاني في تركيا خلال الأشهر القليلة الماضية وكانت مفاوضات ضم تركيا للإتحاد الأوروبي قد إنطلقت في شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 2005، ولكن العملية لا زالت بعيدة عن تحقيق هدفها، حيث تعتبر مسيرة التفاوض الأوروبي – التركي هي الأطول في تاريخ توسيع الإتحاد الأوروبي وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت مراراً تمسكها بسياسة التوسيع رغم الأزمة الإقتصادية، كوسيلة هامة، بحسب قولها، للحفاظ على مصداقيتها لدى دول الجوار ولدى المواطنين الأوروبيين