رحبت الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي بنتائج الاستفتاء الذي شهدته تركيا اول أمس بخصوص إجراء تعديلات على الدستور والتي أظهرت موافقة غالبية الشعب التركي على هذه التعديلات. وأظهرت النتائج النهائية لهذا الاستفتاء تصويت 58 بالمئة من الناخبين بنعم على التعديلات التي اقترحها حزب العدالة والتنمية الحاكم والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى التقليص من سلطات القضاء والمؤسسة العسكرية. وفي هذا السياق؛ أشاد الرئيس الأمريكي باراك اوباما بنسبة المشاركة المرتفعة في الاستفتاء حيث قال في بيان أمس انه يقر ''بحيوية الديمقراطية التركية التي تعكسها المشاركة في الاستفتاء''. من جانبها؛ حيت المفوضية الأوروبية موافقة الأتراك على التعديلات الدستورية في تركيا واعتبرت بأن ذلك ''يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح'' لكنها بالمقابل حذرت بأنها ستتابع بانتباه تطبيقها من الناحية العملية. وقال ستيفان فول المفوض المكلف بشؤون توسيع الاتحاد الأوروبي أن نتيجة الاستفتاء ''تظهر مواصلة المواطنين الأتراك التزامهم بالإصلاحات في سبيل زيادة حقوقهم وحرياتهم''. وأضاف ''أن الاستفتاء يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح في إطار جهود تركيا للإيفاء بالمعايير اللازمة لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي''. ونفس الموقف المرحِّب أعربت عنه برلين التي تعتبر من اشد المعارضين لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي حيث أشاد وزير الخارجية الألماني غيدو فيستارفيللي بنجاح الاستفتاء الذي وصفه بأنه ''خطوة إضافية مهمة على طريق تركيا إلى أوروبا''. وقال رئيس الدبلوماسية الألمانية ''إن حوارا مكثفا دار في تركيا على إجراءات التعديلات الدستورية وكذلك حول ما يتعلق بهيكلية وتجسيد توازن السلطة في الدولة التركية وهذا موضع ترحيبنا الشديد'' مبينا في نفس الوقت أن عملية الإصلاحات هناك لم تنته بعد'' لكنه أعرب عن تفاؤله في أن تكون عملية الإصلاحات في تركيا ''متجهة ومنسجمة مع التطلعات الاجتماعية نحو الانفتاح''. ويرى عديد المحللين انه ورغم الترحيب الأوروبي بنجاح التعديلات الدستورية التي تفتح الباب أمام تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي فإنه لا يزال أمام أنقرة فعل المزيد من اجل بلوغ هذا الهدف. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قال في تصريحات أدلى بها بعد الإعلان عن نتائج الاستفتاء أن بلاده تجاوزت عتبة تاريخية نحو تعزيز الديمقراطية وسيادة القانون بعد نجاح الاستفتاء على التعديلات الدستورية. وأضاف اردوغان خلال احتفاله مع جمع من أنصاره في مدينة اسطنبول ''أن مؤيدي الانقلابات العسكرية هزموا في هذا الاستحقاق السياسي''. وأكد أن نجاح المشروع لا يحسب لحزب العدالة والتنمية الحاكم فقط بل لكل من ناصر هذه الخطوة. ويرى عديد المحللين أن الفوز الكبير الذي حققه حزب العدالة والتنمية عبر هذا الاستفتاء سيفتح الطريق أمام فوز جديد للحزب الذي يرأسه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في الانتخابات التشريعية المقررة السنة المقبلة.