استحدث جزائريون، على موقع التواصل الاجتماعي ''فايسبوك''، صفحات جادة، بعيدا عن الصفحات التي تغرق في ''التفاهة'' و''السخرية'' الزائدة، من خلال صفحات للشباب والإبداع تعبّر عن أحلامهم وتطلّعاتهم، وتوصل صوتهم بشكل أو بآخر. لا يمر يوم تقريبا دون أن يتم تسجيل ميلاد صفحة على موقع التواصل الاجتماعي، لشباب جزائريين يريدون تحويلها إلى متنفس لهم، لكن في الاتجاه الإيجابي، ومنها صفحة ''صوت الشباب الجزائري''، التي استطاعت، في ظرف وجيز، أن تحقّق نسبة إعجاب كبيرة، بالنظر إلى أنها تهتم بكل ما يشغل بال الشباب. ولا تخلو الصفحة، التي يمكن الولوج إليها بكتابة اسمها، من السياسة وانتقاد برنامج الحكومة، التي اعتبروا بأنها لا تعبّر عن طموح الشباب، خصوصا وأن جمع أعمار الطاقم الحكومي وصل إلى 950 عام. وتبقى خصوصية هذه الصفحات هي الأركان التي تعتمد عليها، والتي تتمحور، أساسا، على رصد واقع الشباب الجزائري، خصوصا من خلال رسومات الكاريكاتير، التي يتفنّن فيها رسام ''الخبر'' أيوب، والتي تتحدث عن الانتحار والهجرة غير الشرعية ومنح الشباب الفرصة. ويعتبر مؤسسو الصفحة، وهم من الشباب الجامعي، بأنهم أسسوا حكومة مصغرة لهم، والتي تتكون من الشباب المختص، كل في مجاله، من أجل دعم النشاطات الميدانية التي سيقومون بها قريبا، والتي تنطلق من خطة ''الشباب الفعال والإيجابي''. وتنجح هذه الصفحات في استقطاب الزوار، ومن أسرار النجاح الاختيار الجيد لاسم الصفحة، على عكس الصفحات الأخرى غير الجادة، التي يبقى أغلب أسمائها مستوحاة من عبارات شعبية أو عبارات نستعملها يوميا، مثل صفحة ''ماتعينيش صباح ربي''، أو منها ما يكفي عنوانها لوصف الوضع العام للبلاد، مثل صفحة ''ماتحيرش راك في دزاير''.