صدق أو لا تصدق عرفه الجزائريون بعبارة ''يا جان راك زعفان'' وفاة ''المتشرد'' محمد تحدث صدمة على ''الفايس بوك'' تناقل الناشطون على الفايسبوك خبر وفاة المتشرد المشهور بعبارة ''يا جان راك زعفان'' المسمى محمد، في الأربعين من عمره، الذي صنع يوميات الجزائريين لسنوات، ليغيب في ظروف غامضة وصلت إلى حد التأكيد أنه قتل من أجل استئصال أعضائه. لم ينس شباب الفايسبوك ما طبع يومياتهم بفضل العبارة ''السحرية'' التي ''عالجتهم'' نفسيا لأنها تسألهم عن حالهم، خصوصا وأن الجزائري اشتهر بأنه كثير الغضب، فيضحك الكثيرون حين يسألهم الراحل محمد الذي افترش شوارع العاصمة تحديدا كبيت واسع بلا جذران. وكم استطاع أن يكسب قلوب آلاف الشباب، حيا وميّتا، خلد المعجبون الراحل بصفحة جديدة على الفايسبوك باسم ''يا جان راك زعفان'' (أيها الشاب هل أنت غاضب) وتضم أهم صوره، وتعد ملتقى لكل من يرغب في تقديم التعازي. والغريب في الأمر أن ''محمد'' التقطت له أكثر من 20 صورة وبعدسة مصورين محترفين في مختلف شوارع العاصمة. ''فارس'' مجهول الهوية لا يعرف أحد قصته ولا أصله ولا فصله، لكنه طبع يوميات الجزائريين وانتقل الأمر إلى مواقع التواصل الاجتماعي، فور إعلان وفاته وما أحيط حول قضيته بخصوص أنه قتل من أجل سرقة أعضائه، لكن مصدرا أمنيا مسؤولا من المديرية الولائية لأمن العاصمة أكد في تصريح ل''الخبر'' بأن الضحية عثر عليه ميتا ولم يتم سرقة كليتيه، وقد أحيل على المستشفى ودفن، كما لم يتم تسجيل أي قضية تتعلق بتعرض جثته للتنكيل. وتجاوز عدد المنتمين لصفحة ''يا جان راك زعفان'' أكثر من 20 ألف معجب، كما تجاوزت روايات حياته وأصله الكثير، حيث يقول البعض بأنه ينحدر من منطقة بوزريعة بأعالي العاصمة الجزائرية، طارده إخوته وحرموه من حقوقه. في حين يروي آخرون بأنه شرطي سابق فقد عقله بعدما رأى بعينيه ما حصل في مجزرة بن طلحة خلال العشرية الحمراء. وعاش محمد وأكل وشرب من صدقات المحسنين، حيث كثيرا ما يطلب من المارة نقودا بقوله ''أعطوني 10 دنانير''.
تعليق الأسبوع ''في مطار طوكيو تستقبلك لافتة مكتوب عليها ''فكر تبدع''، وفي تونس لافتة كتب عليها ''أشرب أكتيفيا يروحلك النفاخ''. فايسبوكيون كعادتهم صنعوا الاستثناء على الموقع الأزرق صفحات بأسماء مجنونة تجمع شمل الجزائريين لا يمر يوم تقريبا دون أن يتم تسجيل ميلاد صفحة على موقع التواصل الاجتماعي، لشباب جزائريين يريدون تحويلها إلى متنفس لهم. خصوصية هذه الصفحات هي الأسماء التي تطلق عليها، منها الغريبة والمضحكة وأشياء أخرى. يعرف ''الفايس بوك'' ميلاد الصفحات الجديدة بسرعة متصاعدة، البعض منها ينجح في استقطاب الزوار ومنها التي تقضي نحبها. ومن أسرار النجاح الاختيار الجيد لاسم الصفحة، وأغلب هذه الأسماء مستوحاة من عبارات شعبية أو عبارات نستعملها يوميا مثل صفحة ''ماتعينيش صباح ربي'' أو منها ما يكفي عنوانها لوصف الوضع العام للبلاد مثل صفحة ''ماتحيرش راك في دزاير''. والكثير منها يتغنى بخصوصية الجزائري من حيث قوة إبداعه وطرافته وخفة روحه مثل صفحة ''لا يوجد شعب ''مهبول'' أكثر من الشعب الجزائري''. ومن الصفحات المتشائمة نذكر ''نهار ياكل توم جيري تتسفم لالجيري'' وتوم وجيري هما القط والفأر بطلا الفيلم الكارتوني الشهير. ومن بين الصفحات من تجهر علنا الهدف الخفي لكل رواد الفايس بوك مثل صفحة ''التقرعيج الجزائري''. كما أن هناك صفحات تتحدث على طريقتها عن محن بعض المهن، وهي في الحقيقة ليست مهن مثل صفحة ''يوميات سراق النحاس''. وفي سياق آخر نذكر بعض الصفحات ذات الأسماء الغريبة والمضحكة من بينها ''خالتي تروحي ولا تباتي'' وأيضا خالة أخرى في صفحة ''خالتي شدي بنتك عليا''، وأيضا ''راك تعيي'' وأكثر مثل ''أنت، تعيي لعيا'' وبكل بساطة ''ماتعيينيش''. وهناك المزيد والمزيد، حيث سنكتفي بهذا القدر لأن المكان لا يتسع لذكرها كلها. الجزائر: فاروق غدير