تشهد العديد من الدوائر الإدارية عبر الولايات، بالخصوص منها الداخلية، أزمة في استخراج جوازات السفر وشهادة الميلاد ''أس ,''12 بسبب النقص الفادح في الورق المستعمل في صناعتها، على خلفية احتراق المطبعة الرسمية لبنك الجزائر بتاريخ 21 أوت الماضي والتي ما تزال تلقي بظلالها. قال مصدر مطلع ل''الخبر'' إن عدد الطلبات على شهادة الميلاد ''أس ''12 بات يفوق حجم الكميات المتوفرة، وهي الوثيقة المطلوبة بكثرة لاستخراج جواز السفر، الذي يعرف هو الآخر ''نقصا فادحا'' عبر مختلف المصالح الإدارية، ما تسبب في تعطل مشاغل المواطنين، ونتجت عنه فوضى كبيرة على مستوى شبابيك مصالح تسليم جوازات السفر. وقد راسل العديد من رؤساء المجالس الشعبية البلدية، السلطات الولائية، عن حجم النقص في وثيقة شهادة الميلاد ''أس ,''12 مقابل الطلب المتزايد عليها من قبل المواطنين، ما خلق صعوبات في مواجهة غضبهم. وأشار ذات المصدر إلى أن تحجج السلطات المعنية ب''انعدام المشكل من أساسه'' مثلما روجت له سابقا، وتم عرضه في روبورتاج مصور عرض على التلفزيون الجزائري، لا أساس له من الصحة، والواقع هو محاولتها استثناء ولاية الجزائر العاصمة فقط التي لا تعرف ''حدة الأزمة'' بنفس القدر وحجم الضرر في الولايات الداخلية، بالتحديد منها الشرقية، حيث الإقبال على استخراج شهادة الميلاد ''أس ''12 للحصول على جواز سفر مرتفع مقارنة بباقي الولايات، لكثرة زيارة سكان الشرق لتونس. كما تأخرت وزارة الداخلية في تزويد المصالح الإدارية بالطلبات المتعلقة بجواز السفر البيومتري. وأفاد مصدر ''الخبر'' بأن تموين المطبعة الرسمية لبنك الجزائر بالورق المستعمل في صناعة جوازات السفر، تضاءل بنسبة عالية بسبب الخسائر الفادحة في هذه المادة التي التهمتها النيران بكميات كبيرة، وما تزال تداعياتها مستمرة، رغم أن الحريق مر عليه ما يقارب الثلاثة أشهر، دون التوصل إلى حلول للقضاء على الندرة.