أحدثت عملية إعداد قوائم المترشحين باسم جبهة التحرير الوطني للانتخابات المحلية المقبلة، شرخا في صفوف الحزب بولاية تيبازة، وأشعلت حربا كلامية يقودها مناضلون ومنتخبون بعضهم رؤساء بلديات أخرجتهم الترشيحات من صفوف الولاء والطاعة للمحافظ الولائي عبد القادر زحالي، إلى جبهة المعارضة والتصدي له ولكافة أقطاب المحافظة الولائية. فجّرت القوائم المعلن عنها لخوض المعترك الانتخابي المحلي لتيبازة، موجة غضب مست القاعدة النضالية للحزب بكافة المناطق، ودفعت بعض المنتسبين للأفالان بمن فيهم المنتخبون الحاليون ورؤساء بلديات إلى إعلان التمرد على السيناتور والمحافظ عبد القادر زحالي، فبعد سلسلة من الاحتجاجات والاعتصامات المرفقة بالتصريحات النارية التي صدرت عن مناضلين بكل من حجوط وفوكة وشرشال وبوهارون ومناصر والشعيبة وحمر العين، تطور الغضب إلى اتهام المحافظ الولائي ب''العبث في القوائم وضبطها على مقاس أشخاص معينين فرضتهم الشكارة والمصالح المادية، والتدخلات الفوقية وضغوط أصحاب المصالح''. وقد تحول مقر المحافظة إلى فضاء لتبادل الشتائم ونشر الغسيل الداخلي، والتهديد بغلق المحافظة، غير أن فصل المحافظ وحاشيته في القوائم، دفع الجهة المعارضة إلى الإعلان عن إنشاء ''تنسيقية محلية لتقويم وتصحيح حزب جبهة التحرير الوطني'' تحت قيادة رئيس بلدية شرشال عبد القادر بروان الذي كان منتخبا لعهدتين متتاليتين ورئيس بلدية حجوط السابق وزميله الحالي بأحمر العين، بالتنسيق مع رئيس بلدية تيبازة الحالي الذي وفر لهم المقر بالملعب البلدي بعدما وجد نفسه في المرتبة الرابعة في القائمة، إضافة إلى مناضلين من مختلف القسمات، قالوا إنهم طلبوا من الأمين العام للحزب التدخل أو توسيع العمل للإطاحة بالمحافظ الولائي، هذا الأخير التقى أول أمس بالمترشحين للبلديات والمجالس الولائية للرد على كافة الاتهامات، حيث قال إن الغاضبين ''حركتهم مصالحهم المادية وليسوا مناضلين حقيقيين بل هم ''طايوان'' خصوصا رؤساء البلديات الذين ساعدهم الحزب في الفوز بعهدة وعهدتين متتاليتين، واليوم يجب أن يتركوا المجال لآخرين، موضحا أن الأفالان يضم 15 رئيس بلدية حالي، ترشح منهم 6 لذات المنصب، فتم قبول 4 فقط، لأسباب تتعلق بالتجديد. وقال زحالي إنه من حق لجنة الترشيحات ''إقصاء المنتخبين الذين باعوا أصواتهم لمرشح حزب آخر خلال انتخابات مجلس الأمة الماضية، وكذا المنتخبين الذين عملوا ضدنا في التشريعيات الأخيرة''، كما من حقها إتاحة الفرصة للوجوه الجديدة، 60 بالمائة منهم أصحاب شهادات عليا، مشيرا إلى أن عدد منتخبي الحزب حاليا يبلغ 130 في جميع المجالس المحلية، ترشح منهم 70 شخصا، فتم قبول 30 مترشحا فقط، والبقية وجوه جديدة.