أعلن وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، أن ''الوقت لم يحن بعد للتدخل'' في مالي من أجل استعادة السيطرة على شمال البلاد الذي تحتله مجموعات مسلحة، وأفاد أن بلاده ستشرع في عمل استخباراتي ومسح بالطيران الحربي للمنطقة بحثا عن موقع الرهائن الفرنسيين. شرح وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، تفاصيل العمل الذي تقوده المجموعة الدولية في الوقت الراهن بشأن ملف مالي، وصرح لو دريان لإذاعة فرنسا الدولية أمس ''لم يحن الوقت بعد للتدخل، ونحن نعمل الآن على تطبيق إجراءات أوصى بها مجلس الأمن الدولي''، وأضاف ''المهم بالنسبة إلى الدول الإفريقية هو تطبيق خطة عمل لا بد من عرضها مجددا على مجلس الأمن خلال مهلة شهر، وبعد ذلك تطرح مسألة التدخل''. وذكر وزير الدفاع بأن ''فرنسا قالت على لسان الرئيس إنها سترافق وستدعم وهذا معناه التدريب والدعم اللوجيستي وتقديم المعدات''، وأضاف ''إن الأفارقة هم من يقومون بالمبادرة وعليهم استعادة أراضيهم''. ويذكر أن وزير الدفاع الفرنسي أكد في وقت سابق من هذا الشهر أن التدخل العسكري في شمال مالي بات وشيكا وأن فرنسا لن تشارك في القتال ميدانيا، بل ستقدم مساعدات تقنية ولوجيستية للقوة الإفريقية. ويأتي هذا بعد أن دعا مجلس الأمن الاتحاد الإفريقي إلى وضع خطة عسكرية في غضون 45 يوما. وتابع لودريان ردا على سؤال حول إرسال طائرة بدون طيار إلى المكان إن ''لا شيء من هذا القبيل حدث على حد علمنا''، وقال ''في المقابل، من الضروري أن نسعى انطلاقا من قواعدنا في إفريقيا للبحث عن رعايانا المخطوفين وأن نقوم بمهام استخباراتية واستطلاعية لتحديد مواقعهم''، في الوقت الذي لا يزال فيه ستة رهائن فرنسيين محتجزين لدى القاعدة في الساحل. وأضاف الوزير ''كل شيء يمكن أن يشكل خطرا على الرهائن. ولهذا السبب نتوخى الحذر الشديد عندما نتحدث عنهم ونستخدم وسائل عدة لتحديد مواقعهم، فهم ليسوا في المكان نفسه وللتخطيط من أجل إعادتهم إلى البلاد''. وامتنع الوزير عن تحديد ما إذا كانت فرنسا تقيم حوارا مع مجموعات الخاطفين. وقال ''في ما يتعلق بالخاطفين، علينا إقامة اتصالات مع بعضهم''. ويعتبر تصريح الوزير الفرنسي استفزازا لتنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' الذي يحتجزهم، وهدد بقتلهم في حال دعم باريس لمعركة دولية ضده في منطقة الساحل، وكان الإرهابي يحيى أبو همّام، زعيم إمارة الصحراء في التنظيم، قال ''إن أي تدخل عسكري في شمال مالي سيعني التوقيع على قرار إعدام الرهائن الفرنسيين''، وأعاب أبو همّام، واسمه الحقيقي عكاشة جمال، على الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند دعمه لقوة إفريقية يجري إعدادها لمساعدة الجيش المالي على استعادة شمال البلاد الذي تسيطر عليه مجموعات متشددة، بينها القاعدة. وقال أبو همّام ''أود أن أُرسل رسالة إلى ذوي الأسرى الفرنسيين المحتجزين لدينا، إن قرار الحرب الذي يبدو أن هولاند قد اتخذه، يعني بالضرورة أنه وقّع على إعدامهم، وعليه أن يتحمّل مسؤولية قراره''.