افتتحت، ليلة أول أمس بقسنطينة، ''أيام السينما والثورة'' التي تدوم أربعة أيام، تعرض خلالها العديد من الأفلام الجزائرية التي تناولت موضوع الثورة التحريرية، وذلك في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال. حضر حفل الافتتاح المنظم من قبل الديوان البلدي لترقية النشاطات الثقافية والفنية بالتعاون مع جمعية أضواء السينمائية، عدد من الوجوه المعروفة في عالم الفن السابع، منهم المخرجان عمار العسكري ومحمد حازرلي والممثلون شافية بوذراع، حسان بن زراري وحسان كشاش بطل فيلم ''مصطفى بن بولعيد'' وغيرهم. وكانت الانطلاقة بعرض فيلم وثائقي للمخرج علي عيساوي من محطة قسنطينة للتلفزيون، حول المخرج الفرنسي ''روني فوتيي'' الذي يعتبره الكثيرون ''أب السينما الجزائرية''. وكان الشريط مفعما بالعواطف التي حملتها الحوارات التي أجريت مع ''فوتيي''، خاصة خلال تكريمه سنة ,1984 والجلسات المسجلة معه وهو يسترجع الذكريات مع عدد من المجاهدين الذين رافقهم في الجبال وصور معاركهم وعملياتهم، خاصة منهم الذين قاموا بعملية تفجير قطار منجم ''الونزة''، وخلدتها كاميرا ''فوتيي'' التي حدث أن أصابتها، خلال اشتباك مع العدو، إحدى رصاصات الجيش الفرنسي، لتتحطم وتستقر إحدى شظاياها الحديدية في رأسه وتدخله في غيبوبة لعدة أيام. وكم كانت مؤثرة كلمات ''فوتيي'' أو ''فريد البركة''، مثلما كان يدعوه المجاهدون، وهو يتحدث بعينين مغرورقتين بالدموع، عن الثورة والمجاهدين وعن وقوفه إلى جانب الشعب الجزائري لقناعته بعدالة قضيته وبحقه في الحرية والاستقلال. ويتضمن برنامج الأيام السينمائية التي ستتواصل بقصر الثقافة مالك حداد إلى غاية بعد غد، عرض العديد من الأفلام منها ''الألم'' من إخراج محمد حازرلي، ''دورية نحو الشرق'' لعمار العسكري، إضافة إلى ''معركة الجزائر''، ''زبانة'' بمساهمة ''الخبر''، ''ريح الأوراس''، ''وقائع سنوات الجمر'' وغيرها، بعرضين كل يوم، متبوعين بنقاش.