تعرقل ندرة الوقود ومصاعب إعادة الكهرباء الجهود المبذولة لإعادة الحياة إلى طبيعتها في بعض مناطق شمال شرقي الولاياتالمتحدة في أعقاب إعصار ساندي. ونشب عراك أمام محطات التزود بالوقود في نيويورك ونيوجرسي، بينما حذرت شركات الكهرباء بأنه قد لا يمكنها استئناف إمداد بعض المناطق بالطاقة قبل 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. وتزايدت حدة الغضب بين سكان جزيرة ستاتن في نيويورك، وشكا بعضهم مما اعتبروه تجاهلا من جانب السلطات لهم. وتجاوز عدد ضحايا الإعصار في الولاياتالمتحدة تسعين شخصا، و قدرت الخسائر المادية بنحو 50 مليار دولار. معاناة مستمرة تتواصل معاناة سكان المناطق المتضررة من إعصار ساندي اليوم الجمعة من مشاكل النقل ونقص الكهرباء والوقود، حيث اصطفت طوابير طويلة من السيارات والأشخاص أمام محطات الوقود وهم يحملون الصفائح للحصول على الوقود. وقال مالك إحدى محطات الوقود في نيوجرسي إن محطته ظلت تمد الناس بالوقود لمدة 36 ساعة قبل أن يضطر للاتصال بالشرطة بسبب ارتفاع حدة التوتر بين الزبائن. وأفادت تقارير بأن بعض شركات إمداد الوقود رفعت أسعارها، إذ أن أكثر من نصف محطات الوقود في نيوجرسي ومدينة نيويورك لا تزال متوقفة عن العمل. ويتوقع المسؤولون إعادة الكهرباء إلى منهاتن ومناطق في بروكلين يوم السبت، وفتح قطار الأنفاق أمام الركاب. لكن شركة "كونسوليديتد اديسون" التي تمد نيويورك بالكهرباء حذرت من استمرار انقطاع الكهرباء عن بعض مناطق المدينة حتى 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. وظلت خدمة القطارات مجانية الجمعة وفرض حظر على حركة السيارات التي يقل ركابها عن ثلاثة أشخاص في منهاتن. ولا تزال الكهرباء مقطوعة عن 45 بالمئة من الزبائن في نيوجرسي و15 بالمئة في نيويورك. ولا يزال نحو 4.6 مليون شخص بدون كهرباء بالإضافة إلى نقص الوقود. ويوزع الحرس الوطني الذي يشرف على عمليات الإنقاذ الملايين من وجبات الطعام وقناني المياه على سكان نيويورك الذين تضرروا جراء الإعصار. ويمكن أن تصل قيمة الأضرار الناجمة عن الإعصار إلى نحو 50 مليار دولار حسب شركة إيكيكات، أي ضعف التقديرات السابقة. حملات انتخابية من ناحية أخرى استأنف المرشحان في انتخابات الرئاسة الأمريكية باراك أوباما وميت رومني حملاتهما الانتخابية بعد تعليقها ثلاثة أيام بسبب الاعصار. قبل خمسة أيام على الانتخابات المقررة الثلاثاء المقبل، أحيا أوباما شعار "التغيير" الذي رفعه في عام 2008 وقال إنه المرشح الوحيد الذي كافح من أجله حقا. وانتقد رومني أوباما واصفا إياه بأنه عاشق للحكومات الكبيرة التي توسع البيروقراطية الاتحادية. وأعلن مايكل بلومبرغ عمدة نيويورك تأييده لتولي أوباما فترة رئاسة ثانية مشيرا إلى سجل أوباما في قضية التغير المناخي وخاصة في أعقاب الضربة التي وجهها الإعصار ساندي لمنطقة نيويورك. وقال بلومبرغ إن أوباما اتخذ خطوات مهمة للحد من انبعاثات الكربون الناجمة عن استهلاك الطاقة بينما تبنى منافسه رومني مواقف سابقة اتخذها عندما كان حاكما لولاية ماساتشوستس لمكافحة التغير المناخي. وأظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تعادل المرشحين تقريبا في السباق الرئاسي. وسيقضي أوباما ورومني الأيام الأخيرة من حملتهما في ثماني ولايات متأرجحة من شأنها أن تحدد الفائز بأصوات المجمع الانتخابي اللازمة لدخول البيت الأبيض وعددها 270 صوتا.