اقتصرت السهرة ما قبل الأخيرة للمهرجان الدولي للإنشاد، في طبعته الثالثة، على التمثيل التركي فقط، بفرقة الدراويش القادمة من اسطنبول، والتي قامت بإنقاذ السهرة أمام اعتذار فرقة ''نسمات العلا'' من البليدة التي تغيّبت عنها في آخر لحظة، بعد مراسلة محافظ المهرجان. وارتأت فرقة الدراويش التركية، التي قدمت إلى الجزائر لأول مرة، أن تفتتح عرضها المقدم برفع الأذان، باستعمال مقام السيكا العربي، المنتهج بالجزائر وتركيا، وإعطاء الإيحاء الإسلامي الذي يربط الشعبين. وقد ذهبت جلّ التراتيل والأناشيد الدينية المقدّمة في الطابع الصوفي باللغة التركية، على مدار ساعتين، رافقها الدراويش الذين عبّروا على مشاعر الاتصال الروحاني بالله، والوصول إلى الصفاء الروحي، على أنغام الناي الذي يشبه صوته أنين الإنسان الراغب في الرجوع إلى أصله السماوي، إلى جانب آلة القانون، حيث اعتمدوا على الرقص الدوراني بلباس أبيض وطربوش بني اللون، برفع الجهة اليسرى للأعلى تعظيما لله، واليد اليمنى إلى الأرض كرمز لبني آدم. وقد استحسن الجمهور الحاضر فن الدراويش للبلدان غير العربية، من خلال أغنية تركية بعنوان ''الخلود''، حيث تمت إعادتها للمرة الثانية وبطلب من الجمهور، بعد أن استمع لها وتفننت في أدائها المجموعة الصوتية، لتختتم السهرة والعرض بآيات قرآنية من الذكر الحكيم، رتلها إمام مسجد أنقرة.