اشتكى الكثير من مديري المدارس الابتدائية في المناطق الحدودية بالطارف من نوعية المازوت الممزوج بالمياه، ومصدرها محجوزات عمليات التهريب التي أضحى استعمالها يشكل خطرا على التلاميذ داخل الأقسام التعليمية في الفترة الأخيرة، عكس السنتين الماضيتين. وأفاد الكثير من المدريرين رفضهم استلامهم لهذه النوعية المغشوشة من مازوت المحجوزات التي كادت تتسبّب في حوادث انفجار تجهيزات التدفئة خلال عمليات الصيانة الأخيرة، تحسبا لفصل الشتاء. وحسب مصادرنا من المؤسسات التعليمية بالبلديات الحدودية، فإن مؤسساتهم ومنذ سنتين وبقرار ولائي، كانت تستفيد من محجوزات المازوت مقابل سعر رمزي، 5 دنانير للتر الواحد، لتشغيل التدفئة المدرسية، خاصة منها الواقعة بالمرتفعات الجبلية المتميزة بالمناخ البارد، ولاحظوا في الفترة الأخيرة بأن الكميات التي استلموها من المصالح الجمركية ممزوجة بالمياه وبنسبة عالية، وهي الظاهرة الخطيرة التي أكدها بعض المنتخبين المحليين للبلديات التابعة لدائرة بوحجار الحدودية، في حين يجهل الجميع خلفية ومصدر عملية إضافة المياه للمازوت المحجوز، وإن كانت بعض الأطراف العليمة بنشاط التهريب تشك بأن عصابات التهريب تستعمل التمويه، بوضع كميات من المازوت الممزوج بالمياه في مواقع حدودية مكشوفة ومتباعدة عن بعضها عرضة لعمليات الحجز، لخلق ثغرات في المراقبة الأمنية الحدودية وتمرير كميات أخرى أكثر حجما عبر المنافذ الحدودية المخصصة للتهريب نحو الضفة التونسية.