سارعت باريس، أمس، للرد على إعلان حركة أنصار الدين رفضها ل''كل أشكال التطرف والإرهاب''، بحيث قال نائب الناطق الرسمي للخارجية الفرنسية، فانسون فلورياني: ''على أنصار الدين أن يترجموا تصريحاتهم بتطليق حلفائهم الجهاديين بأفعال ملموسة في الميدان''. وأضاف فلورياني ''لا معنى لأي اتفاق سياسي إلا إذا كان يسمح بإعادة سلطة حكومة باماكو على شمال مالي كاملة''. وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت، أول أمس، عن مصدر قالت إنه من وفد أنصار الدين الذي تنقل إلى الجزائر تنديد حركته ''بالإرهاب واستعدادها للتفاوض مباشرة من أجل السلم''. في حين صرح الناطق بإسم وفد نفس الحركة المتنقل إلى العاصمة البوركينابية، واغادوغو أن ''التدخل العسكري الأجنبي في شمال مالي سينعكس على كل إفريقيا الوسطى''. وقال محمد أغ أهاريد لوكالة الأنباء الفرنسية كذلك ''على الجميع أن يعمل من أجل السلم'' منددا ''بحل النزاع عن طريق القوة''، لكنه قال أيضا ''سنخوض الحرب إذا اضطررنا لذلك وسنكافح إلى آخر نفس''. واعتبر أهاريد أن ''التاريخ سيسجل في حالة اللجوء إلى القوة أنه تحالف دولي ضد التوارف''. وتحدث الناطق بإسم أنصار الدين في وغادوغو عن صعوبة مأمورية الحرب على القاعدة قائلا: ''القاعدة موجودة في كل مكان وقوتها في قدرتها على التحرك. لا يمكن القول إننا سنواجهها في هذا المكان أو ذاك. إنها موجودة في كل التراب المالي وفي كل الصحراء''. وواضح من هذه التصريحات أن مسؤول حركة أنصار الدين يرد على الانشغالات الفرنسية التي لم تكتف بإعلان هذه الحركة الجهادية رفضها الإرهاب واستعدادها للمفاوضات وطالبتها بمواقف ميدانية، أي المشاركة في محاربة القاعدة إذا أرادت ألا تمسها عملية التدخل العسكري في شمال مالي. وبخصوص الشرط الثاني الذي تطرحه فرنسا لإشراك أنصار الدين في المفاوضات، والمتمثل في تطليق ما سمي بتطبيق الشريعة الإسلامية في شمال مالي، اعتبر ممثل أنصار الدين هذه المسألة بأنها ''ثانوية'' وستناقش في ''محادثات مستقبلية بين الماليين''. وأشار أنه ''لا يمكن التطرق هنا لمسألة الشريعة لأن هذه التفاصيل لا يجب أن تعيقنا''.