أعلنت حركة أنصار الدين المسيطرة على شمال مالي، أنها ترفض »التطرف والإرهاب« ودعت إلى »حوار سياسي«، كما التزمت بمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وفيما يتواصل في باماكو اجتماع رؤساء أركان جيوش دول غرب إفريقيا لتحضير تدخل عسكري إفريقي في مالي، دعت الحركة السلطات المالية الانتقالية والجماعات المسلحة الأخرى إلى »بدء حوار سياسي شامل« بدون تأخير وتعهدت بوقف شامل للأعمال العسكرية. أصدر وفد عن حركة أنصار الدين المتواجد في بوركينا فاسو بيانا أعلنت فيه هذه الجماعة أنها »ترفض كل أشكال التطرف والإرهاب وتتعهد بمكافحة الإجرام المنظم عبر الحدود«، وجاء البيان في أعقاب لقاء الوفد بالرئيس البوركنابي بليز كومباوري، الوسيط في الأزمة المالية باسم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، حيث دعت أنصار الدين المؤلفة خصوصا من طوارق مالي السلطات المالية الانتقالية والجماعات المسلحة الأخرى إلى »بدء حوار سياسي شامل بدون تأخير«. وضمنت الحركة بيانها الذي قرأه أول أمس عضو من ممثليها المتواجد منذ 2 نوفمبر الماضي في واغادوغو، مقاربتها للتوصل إلى »اتفاق سلام شامل«، حيث أوصت »بوضع إطار للحوار تشارك فيه باماكو والحركات المسلحة المالية إضافة إلى الجزائر وشركاء دوليين آخرين«. كما تعهدت أنصار الدين ب »تنفيذ وقف شامل للأعمال العسكرية«، وتدعو »كافة الحركات المسلحة« إلى أن تحذو حذوها. وينسجم هذا الموقف الجديد لأنصار الدين مع التصريحات التي أدلى بها قبل أسبوع زعيمها إياد أغ غالي، حين أعلن قرار لحركة بالمشاركة في مفاوضات من أجل »السلام« في بوركينا فاسو والجزائر التي عبرت في أكثر من مناسبة عن قناعتها بوجود جماعات مسلحة في مالي - على غرار حركة أنصار الدين- لا يمكن اعتبارها حركات إرهابية بل هي حركات لها مطالب سياسية حتى وإن كانت تريد تطبيق الشريعة يمكنها من خلال الحوار أن تليين مواقفها وتقبل بحل تفاوضي في إطار الوحدة الوطنية لمالي، ومن هذا المنطلق تفرق الجزائر بين »أنصار الدين« كحركة لها أهداف سياسية يمكن التحاور معها وبين كل من حركة »لتوحيد والجهاد في غرب إفريقيا« و»تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي«اللتان تتقاسمان مع »أنصار الدين« السيطرة على الإقليم الشمالي من مالي. وفي وقت يتزامن هذا المنعرج في موقف حركة أنصار الدين وابتعادها عن »حلفائها الجهاديين« في تنظيم القاعدة وحركة التوحيد والجهاد، مع تواصل اجتماع رؤساء أركان جيوش دول غرب إفريقيا في باماكو لدراسة خطة أعدها خبراء دوليون لإرسال قوة مسلحة من أجل استعادة شمال مالي، عبرت أمس حركة تحرير الأزواد في تصريح نقلته وكالات الأنباء الأجنبية عن ارتياحها لما تضمنه بيان أنصار الدين، حيث هنأ إبراهيم أغ الصالح، المسؤول الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير أزواد، حركة أنصار الدين لأنهم »نأوا بأنفسهم عن الإرهاب«، داعيا إلى الحوار»كسبيل من شأنه أن يضمن التوصل إلى حل دائم للازمة في شمال مالي«. ومن جهته رحب وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسولي بهذه المواقف وعبر عن تمنيه في أن تذهب هذه الجماعات إلى »أبعد من إعلان النوايا وتترجم إلى أفعال«، مشددا في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفرنسية على أنه يتوجب على المجموعات المسلحة في شمال مالي »أن تمتنع عن الأعمال والتجاوزات التي تأخذ شكل استفزازات لا جدوى منها«.