كشف الدكتور محمد بليلي، أخصائي جراحة الكلى والمسالك البولية، أن اثنين من أصل خمسة رجال الذين بلغوا 40 سنة فما فوق، يعانون مشاكل جنسية، وفي مقدّمتها الضعف الجنسي، مشيرا إلى أن الظاهرة باتت تمس حتى من هم في سن العشرين، ليرجع السبب إلى عوامل عديدة يتصدّرها القلق الذي بات يميّز يوميات الجزائري. أضاف محدثنا قائلا إنه في الوقت الذي كانت تدرج فيه مشكلة العجز الجنسي ضمن الطابوهات المسكوت عنها في المجتمع الجزائري، باتت حاليا متداولة بكثرة، مرجعا الفضل لوسائل الإعلام التي كسرت ''الطابوهات''، وجعلت منه داء مثل غيره من الأمراض التي تتطلب تكفلا طبيا. وفي السياق، أشار بليلي إلى أن عشرات المرضى الذين كانوا يقصدونه سابقا من أجل مشاكل في حياتهم الجنسية، كانوا يرفضون الحديث عن عجزهم ''بل تجدهم يثيرون مشاكل صحية أخرى، دون القدرة على البوح بالمشكلة التي جاؤوا عنده من أجلها''، خلافا لما يجري اليوم، حيث بات الرجل يتوجه إلى الطبيب، مفصحا بشفافية وكل سهولة عن ضعفه الجنسي، مضيفا أن السنوات الأخيرة عرفت ظهور أنواع متنوعة من الأدوية المضادة له. أسباب وعلاجات وردا على سؤال حول الفئات العمرية المعنية بهذا النوع من المشاكل الصحية، كشف بليلي وجود جزائريين اثنين من أصل خمسة من البالغين سن الأربعين وأكثر، يعانون من الضعف الجنسي، وقال في هذا الصدد: ''أصبحنا نرى، في الآونة الأخيرة، ظاهرة تبعث على القلق، وهي إقبال شبان في العشرينيات والثلاثينيات من العمر على العيادات''. ويعتبر الدكتور بليلي آفة التدخين وتعاطي الكحول والمخدرات من أمهات الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالعجز أو الضعف الجنسي، مستدلا بحالات شبان استمرت حالاتهم لسنوات طويلة، ويتعلق الأمر، حسب محدثنا، بعرسان جدد كانوا ضحايا ممارسات تقليدية بائدة، تتمثل في الضغط الذي تمارسه بعض العائلات على العروسين في ''ليلة الدخلة''، ما يكوّن عنده انسدادا نفسيا ينتهي به، في نهاية المطاف، إلى السقوط في عالم الضعفاء جنسيا لعدّة أعوام. وعن الأسباب التي تقف وراء انتشار ظاهرة العجز الجنسي أيضا، وتحديدا لدى الرجال، يقول بليلي إنها تتلخص في أمراض من شأنها أن تزيد من خطر إصابة الرجل، مثل مرض السكري وارتفاع الضغط الشرياني والقلب وارتفاع نسبة الكولسترول في الجسم، إلى جانب السمنة الناتجة عن التغذية غير الصحية، بالإضافة إلى مرض العصر، وهو الاكتئاب أو القلق الذي بات يميّز يوميات الجزائريين. ومن الأسباب أيضا، يشير الدكتور بليلي إلى الانهيارات العصبية والمشاكل النفسية التي يتعرّض لها الفرد في حياته اليومية، وهي، كما يقول، عوامل أثبتت الدراسات الطبية بأنها تؤدي إلى العجز الجنسي. ولا يرى محدثنا من وسيلة للحدّ من هذه الظاهرة سوى الاحتماء بمظلة الوقاية التي تبقى بسيطة وسهلة، ولا تحتاج إلى مصاريف ومتاحة أمام الجميع، وهي ممارسة النشاط البدني والتوقف عن التدخين، مع الحرص على تناول غذاء متوازن يعتمد على تقليل الدهون والسكريات، إلى جانب التحكم في القلق وعدم إتاحة الفرصة أمامه للتغلب على الحياة اليومية.