يعاني 152 مليون شخص في العالم من العجز النبضوي الناجم أحيانا لتقدمهم في السن أو إصابتهم بأمراض مزمنة حسب الدكتور يوسف خوجة مختص في المسالك البولية. وأوضح السيد خوجة في محاضرة ألقاها نهاية الأسبوع بالجزائر العاصمة أن أزيد من نصف هذا العدد المذكور من المصابين بالعجز النبضوي أي الانتصاب يتراوح أعمارهم ما بين 40 إلى 70 سنة. وأضاف أن حوالي 10 بالمائة من هؤلاء المرضى يتلقون حاليا العلاج المطلوب لمكافحة هذا الداء قبل استفحاله لاسيما في وسط فئة المسنين. ولاحظ أن الكثير من الذين يعانون من التذبذب النبضوي لا يجرون فحوصات طبية دقيقة، ولا يستشيرون الطبيب لمعرفة الأسباب الحقيقية لإصابتهم بهذا المرض الذي يبقى لحد الآن في وسط المجتمع من المواضيع المحرمة أي من ''الطابوهات'' رغم خطورته على صحة الإنسان. وقال الدكتور إنه في غالب الأحيان لا يزور المصاب بالعجز الجنسي الطبيب إلا بعد مرور سنة من الإصابة وتفاقم حالته النفسية والاجتماعية. وأرجع تعقيد المشكل إلى النقص الكبير في الاتصال حتى مع الأطباء أنفسهم الذين غالبا ما يتفطنون لهذا لمشكل خلال معاينتهم للمريض مشيرا إلى أن مريضا واحدا من بين أربعة رجال مصابين في العالم يتوجهون إلى الطبيب لمعالجة العجز النبضوي. وتطرق الدكتور خوجة إلى المشاكل التي تنجر عن مشكل العجز الجنسي الذي صنفته المنظمة العالمية للصحة من بين أعباء الصحة العمومية لأنه يؤدي إلى تدهور حالة المريض النفسية والاجتماعية والعائلية وحتى المهنية. وقال المختص في نفس السياق إن الرجل المصاب بالعجز الجنسي يعاني بالإضافة إلى احتقار النفس من القلق والانهيار العصبي مما يؤثر على حياته الاجتماعية ومع علاقته بالشريك. كما يعاني من العزلة وانخفاض المر دودية في العمل وقلة النوم والعناء المستمر. وأرجع المختص أسباب بروز العجز الجنسي عند الرجل إلى الإصابة بعدة أمراض مزمنة منها أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم بالإضافة إلى عامل التقدم في السن لاسيما خلال هذه السنوات الأخيرة نظرا لتحسن ظروف المعيشة. ولضمان حياة أفضل نصح المختص بالاعتناء بالعلاقات الجنسية من خلال الاعتناء بالتغذية والصحة وممارسة الرياضة، لأنها تلعب دورا كبيرا في توازن حياة الفرد والمجتمع. ومن خلال المعاينة اليومية للمرضى أكد الدكتور خوجة أن العديد من الرجال في الجزائر في سن الأربعين المقبلين على الزواج يزورون الطبيب للتأكد من حالتهم الصحية. ومن بين الشرائح الأخرى من الرجال التي تزور الطبيب لمعالجة العجز الجنسي، أشار المختص إلى المصابين بداء السكري، حيث أثبت أن ثلث هؤلاء المصابين يعانون من هذا المشكل. وأكد الدكتور خوجة أن المشكل يتفاقم أكثر عند الذين يولدون بداء السكري. وطمأن الدكتور المختص المصابين بالعجز الجنسي بوجود الأدوية المعالجة لذلك، ناصحا إياهم بزيارة الطبيب وعدم إخفاء المرض داعيا الصيادلة إلى عدم بيع الأدوية دون وصفة طبية.