كشف رئيس مصلحة الأمراض العقلية بمستشفى دريد حسين، البروفسور تجيزة، أن القلق يلاحق 45 ألف جزائري بسبب الضغوط الاجتماعية، حيث أكد أن مصلحته تستقبل سنويا 20 ألف مصاب ألفان منهم يزاولون العلاج داخل المستشفى والبقية يتم علاجهم عن طريق الأدوية والنصائح. واضاف أن عشرات آلاف الجزائريين يعانون من اضطرابات نفسية حادة، بعد أن عجزوا عن مواجهة الضغوط الاجتماعية ومتطلبات الحياة. ذكر الدكتور تجيزة، خلال أشغال الأيام الدراسية للجمعية الجزائرية للأمراض النفسية، أن أزمة الفراغ التي تتولد عن البطالة هي من أكبر مسببات الاضطرابات العقلية والأزمات النفسية عند الجزائريين فهي تسبب الإحباط واليأس في مواجهة صعوبات الحياة. فمعظم المرضى هم أناس عجزوا عن تحقيق ما كانوا يحلمون به من عيش كريم، وأصبح القلق المسيطر الرئيسي على يوميات الجزائريين. وللأسف هذا الاضطراب النفسي يتسبب في الكثير من الامراض الجسدية الأخرى التي يجهل الكثيرون ان القلق من بين اكبر العوامل التي تؤدي إليها مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، حيث تحصي الجزائر أكثر من 8ملايين جزائري بالأمراض المزمنة التي تعود أسبابها الى القلق والاضطرابات النفسية المختلفة. القلق يضاعف الامراض المزمنة أكدت الدكتورة بن عقيلة ان القلق يتسبب في العديد من الامراض المزمنة التي تصيب الجزائري كارتفاع الضغط الشرياني والسكري، كما يتسبب القلق أيضا في العديد من المشاكل الصحية الأخرى، حيث أكدت الدكتورة بن عقيلة ان هذا الاضطراب النفسي الكبير يضاعف بنسبة 5مرات خطر الاصابة بسرطان القولون. وأوضحت ان نسبة عالية من الرجال المصابين بسرطان القولون تبين ان القلق كان محصلة لتفاقم إصابتهم بأمراض المعدة والأمعاء وتحولها الى سرطان، ودعت في هذا السياق الى ضرورة تجنب العوامل المؤثرة التي تزيد من احتمال تعرض الشخص الى قلق مستمر. وأرجعت المختصة انتشار القلق في المجتمع الجزائري الى تغير النمط المعيشي والبطالة وأزمات السكن التي تتسبب في مشاكل اجتماعية كبيرة، من الاكتئاب الى القلق وحتى الى الانهيار العصبي الذي يحصد سنويا آلاف الجزائريين. الوسواس مدخل للأمراض العقلية وعن أعراض الأمراض العقلية أوضح البروفسور تجيزة أنها تبدأ ب ''الوسواس'' المصحوب بتغير مفاجئ في تصرفات الشخص وعدم الثقة بالآخرين، حيث نجده خائفا يشعر بالقلق والارتباك في كل تصرفاته، كما يتميز بالخوف وعدم الشعور بالأمان، يعتزل الناس ولا يجلس في مكان واحد، ومن الأشخاص من يلجأ إلى التدخين وتعاطي المخدرات وشرب الخمر للتخلص من الاضطرابات التي تنتابه. ومن أخطر أعراض الاضطرابات العقلية، يضيف محدثنا، أن يتخيل الشخص أصواتا وهلوسات على شكل أوامر ذهنية وتخيلات بأن أحدا يريد قتله أو الاعتداء عليه، هذه الحالة تتطلب نقلا مستعجلا للمستشفى مخافة أن يصبح المصاب عدوانيا ويقوم بتصرفات عنيفة بإمكانها أن تسبب الضرر له ولغيره. ومع الحالات التي تصلنا يوميا الى المستشفى ندرك ان التشخيص المبكر والإطاحة بالمرض يساهم في شكل كبير في التقليل من تطور المرض وتقليل خطورة الشخص المكبر. ودعا المختصون الى ضرورة توفير الأخصائيين عبر كافة مستشفيات الوطن، حيث يعد غياب الأخصائيين مشكلا لا يخص جانبا فقط من الصحة بل يشمل أيضا الصحة العقلية والنفسية التي تعاني هي الأخرى من قلة الأخصائيين وسوء توزيعهم عبر مختلف ولايات الوطن. واعتبر الأخصائيون ان سرعة حل المشاكل النفسية يتطلب جهدا كبيرا من المختصين والمجتمع على حد سواء لتقليل الاضطرابات ومحاولة التعجيل بعلاجها حتى نحد من تطورها وتحولها الى مرض عقلي يصعب فيما بعد علاجه. س.ح