''هناك إمكانيات هائلة بين البلدين للتنمية الاقتصادية والثقافية'' دعا الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إلى نسج علاقات مستقبلية مع الجزائر ''تتجاوز كل ما له علاقة بتاريخ مؤلم بطريقة تمكننا من التوجه بحزم إلى المستقبل''، وهي نفس ''اللهجة البراغماتية'' التي تعتمدها مؤسسة الرئاسة الفرنسية في علاقتها مع الجزائر رغم التغيير الذي حصل في شخص الرئيس، ويركز الطرح الفرنسي على ''ضرورة النظر للمستقبل لأن صفحة الماضي طويت''. ذكر الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، أنه يحضّر لزيارته للجزائر المرتقبة نهاية العام الجاري، ''بكثير من العناية''، داعيا إلى ''استخدام التاريخ لبناء المستقبل''، واعتبر هولاند في ندوة صحفية بمقر الرئاسة الفرنسية، مساء أول أمس، أن ''التاريخ يجب أن يستخدم لبناء المستقبل وليس لمنع هذا البناء''، وشرح يقول ''بالتالي علينا أن ننسج علاقات ندرك أنها ستكون خاصة مع الجزائر بهدف التمكن من تجاوزها، وتجاوز كل ما له علاقة بالتاريخ، وبتاريخ مؤلم بطريقة تمكننا من التوجه بحزم إلى المستقبل لأنه توجد إمكانات هائلة بين بلدينا من أجل التنمية الاقتصادية والثقافية''. ويبدو أن تصور الرئاسة الفرنسية لمسألة ''الذاكرة'' المشتركة مع الجزائر، لا يتبدل بتغيير الرؤساء على الأقل منذ نهاية فترة الرئيس الأسبق جاك شيراك الذي كان يسعى لتوقيع معاهدة صداقة، بالنظر لتردد فكرة ''النظر للمستقبل''، وأكد هولاند أن ''التاريخ يجب أن يستخدم لبناء المستقبل'' مشددا على ''الإمكانات الهائلة'' القائمة بين البلدين. وينظر لملف ''جرائم الاستعمار''، كعاكس لعلاقات الجزائر بباريس، وتتصاعد حدة المطلب كلما شهدت العلاقات انحدارا نحو الأسوأ. ويعتقد أن علاقات البلدين تسير بشكل جيد على مستواها الاقتصادي ضمن تفاهمات فصلت ملف السياسة والذاكرة عن المسائل الاقتصادية. للإشارة تحوّل هذا الملف إلى نقطة خلاف عميقة في فترة نيكولا ساركوزي، بحكم محدودية تناول المسؤولين الفرنسيين في حكومته لملف الماضي الاستعماري، معتبرين أن ''نيكولا ساركوزي كانت له تصريحات واضحة جدا حول الطابع الظالم للاستعمار'' خلال خطابه الشهير بجامعة قسنطينة عام .2007 وقال الرئيس الفرنسي ''هذه الزيارة نترقبها ونأمل أن تشكل لحظة فارقة بالنظر إلى العلاقة القائمة بين البلدين وبين الرئيسين''. وأضاف ''نحن نحضّر لهذه الزيارة بكثير من العناية لأنه توجد العديد من المسائل التي تهم بلدينا، الجزائريون الذين يعيشون في فرنساوالجزائريون الذين يريدون القدوم إلى فرنسا ولا يتمكنون من ذلك بسبب وجود قواعد، والتي تهم أيضا المستقبل والتاريخ''. وتأمل ''الأسرة الثورية'' وفقا لوزير المجاهدين، محمد الشريف عباس، من هولاند التقدم ''باعتذار صريح لما ارتكب في حق الجزائريين'' من طرف المستعمر، في تعليق له على اعتراف فرنسي محدود بتعرض مظاهرة للجزائريين في باريس في 17 أكتوبر 1961 ل''القمع''، وصنف عباس هذه الخطوة ب''الاعتراف السياسي''، ما يعني توقع خطوات أخرى ''أكثر جرأة''.