اقتحم غرباء بالسيوف، ليلة أمس الأول، الإقامة الجامعية بلقايد 2 بوهران، التي تأوي طلبة المدرستين التحضيريتين للعلوم الاقتصادية والعلوم والتقنيات، بعد المناوشات التي حدثت بين طلبة تابعين للاتحاد العام الطلابي الحر، الذين قطعوا الطريق في الليل. ولولا تصدي الطلبة الذكور للمقتحمين المسلحين، لحدثت كارثة، خاصة أن الإقامة المعنية تأوي طالبات من مختلف ولايات الوطن، منهن كثيرات غادرن وهران إلى أهاليهن منذ أن شن الاتحاد العام الطلابي الحر إضرابه، حيث صار مستحيلا على طلبة المدرستين التحضيريتين، الالتحاق بمقاعد الدراسة بسبب منع المضربين حافلات نقل الطلبة من العمل. ومعلوم أن الإقامة الجامعية بلقايد، المجاورة للمجمع الجامعي الذي يحمل نفس الاسم، والتي فتحت منذ سنتين، تقع في الضاحية الشرقيةلوهران، معزولة عن العالم، مخصصة لإيواء 8000 طالب وطالبة، يقيمون في ظروف أمينة ''خطيرة'' منذ فتحها. وكانت الإقامة في العديد من المرات محل اقتحام جماعات الأشرار بالأسلحة البيضاء، ولا توفر فيها السلطات العمومية أي حراسة أمنية للطلبة، كما لا توفر لهم مديرية الخدمات الجامعية العدد الكافي من الحراس في محيط هذه الإقامة ''الضخمة''. وكانت مجموعة من الطلبة نزلاء الإقامة رقم واحد الخاصة بالذكور، قد دخلوا في احتجاج منذ بداية الأسبوع، للمطالبة بتوفير الظروف اللائقة للإقامة. وفي تصعيدهم للاحتجاج، أغلق هؤلاء الباب الرئيسي في وجه المقيمين في ''بلقايد 1، 2 و''3، علما أن الإقامة رقم 2 مخصصة لطلبة مدارس الامتياز التحضيرية وطلبة العلوم الطبية، الذين لم يشاركوا في الاحتجاج، واستحال عليهم التنقل إلى معاهدهم، فالمدرستان التحضيريتان تبعدان عن بلقايد ب15 كيلومترا، ويبعد معهد العلوم الطبية ب20 كيلومترا. ومنع المحتجون الحافلات من الوصول إلى المواقف التي تنقل منها الطلبة صباحا. وقد قام المعنيون بالاحتجاج أمام مديرية الخدمات الجامعية، وطلبوا ''على الأقل بنقل الطالبات إلى الإقامة الجامعية 19 ماي القريبة من المدرسة التحضيرية، وهي الإقامة المغلقة. وقد تلقينا وعودا منذ سنتين بأن يتم نقلنا إليها ولا نعرف سبب تأخر ذلك''، كما يقول الطلبة. ويضيفون ''إننا ملزمون بالعمل الجاد، لأننا مضطرون لتحقيق نتائج دراسية جيدة لننتقل إلى السنة الثانية، لأن الطالب الذي لا يفوز يخسر سنة دراسية. ولا نريد أن ندفع ثمن احتجاج لسنا طرفا فيه''.
