اتهم وزير الخارجية، مراد مدلسي، تحليلات تقول بوجود خلاف عميق مع تركيا حول الملف السوري والثورات العربية ب''تغيير حقيقة المواقف واختلاق موقفين متناقضين''، لكن مدلسي تحدث عن توافق مع تركيا حول ''الثقة في الأخضر الإبراهيمي''، بينما أبدى نظيره داود أوغلو إحباطا من ''بشار الأسد الذي لم يستمع إلى النداءات ولجأ إلى قصف شعبه''. سارع وزير الخارجية، مراد مدلسي، إلى نفي أي خلاف في وجهات النظر بين الجزائر وأنقرة حول ملف ''الربيع العربي'' وسوريا بالخصوص، في ندوة صحفية عقدها، مساء أمس، مع وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، في الجزائر العاصمة، قائلا: ''الرؤية واحدة ونحن نتفهم الظروف الجغرافية لتركيا وجوارها المباشر مع سوريا وما يمثل ذلك من حساسية مثلما كان أمرنا نحن مع ليبيا وتونس والساحل''، لافتا أن ''القاسم المشترك في النهاية هو توافقنا على بحث حل سياسي''. وقال أيضا: ''إذا تم التعبير عن علاقاتنا بالشتيمة فتلك لا تحدث إلا ما بين الإخوان''، ولم يشرح الوزير ما يقصده من وراء ذلك. واتهم مدلسي تحليلات صحفية ''باختلاق موقفين متناقضين''، وقال إن الجزائر وتركيا تثقان في ''الأخضر الإبراهيمي الذي سيخرج بحل سياسي يقصر المسافة بين كل الأطراف، ونعبر عن احترامنا المطلق للحقوق المشروعة للشعب السوري والحل على عاتق السوريين في المعارضة وفي الحكم''. وبينما لم يذكر الوزير مراد مدلسي أي تفصيل بخصوص موقع بشار الأسد من الحل السياسي، فإن توضيحات أوغلو حملت ''إدانة'' لممارسات الرئيس السوري ''تمنينا دائما مع بروز أمواج الثورة في تونس ومصر وسوريا وغيرها أن تتحقق الاستجابة للمطالب بطرق سلمية، وقد نصحنا لأشهر بشار الأسد لتفادي الأساليب غير السلمية.. لكنه لم يصغ إلى النصائح ولجأ إلى أسلوب قصف شعبه، لذلك من الصعب جدا أن نفكر الآن في أن نتوجه بطلب إلى نظام يقصف شعبه بالطائرات، لقد حان الوقت للمجموعة الدولية أن تقول كفى لهذا الظلم''. وأعطى الوزيران انطباعا على طغيان الجانب الاقتصادي وراء زيارة أوغلو للجزائر، حيث سيستقبل اليوم من طرف الرئيس بوتفليقة، وكشفا عن محادثات لتوسيع التعاون في مجال النقل الجوي والبحري، وتم الإعلان عن تأسيس لجنة مشتركة في هذا المجال. ولفت الوزير التركي أن بلاده تدعم ملف الجزائر في منظمة التجارة العالمية، وأن ''المحادثات شملت بحث تسهيلات في التأشيرات من الطرفين، والهدف لاحقا هو إلغاؤها ما بين البلدين''. وأضاف أن ''الهدف هو رفع المبادلات إلى 10 مليار دولار بدل أربعة ملايير حاليا''. فيما كشف مدلسي عن اتفاق تعاون في قطاع مواد البناء بإنشاء ''مشروع ضخم في بطيوة بوهران''. ولم يجب مدلسي صراحة إن كان وفد من حركة ''أنصار الدين'' قد زار الجزائر أول أمس، وأجاب: ''نحن لا نغلق الباب في وجه من يطلب دور الجزائر في الحوار''.