حذر الإرهابي مختار بلمختار، القيادي السابق في تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، مما سماه ''استحالة التحكم في حدود ونتائج الحرب في المنطقة''، وتحدث بلمختار كقائد ل''الملثمين'' رغم أنباء عن عزله من قيادتها، وقال إن كتيبته ستحترم أي اتفاق محتمل بين ''أنصار الدين'' و''الجاهد والتوحيد'' على تطبيق الشريعة. أفاد مختار بلمختار، المكنى ''خالد أبو العباس''، بأن كتيبة ''الملثمين'' اعتمدت طيلة تاريخها ''مبدأ التحييد ما رأت إلى ذلك سبيلا''. وقال في حوار لوكالة ''الأخبار'' الموريتانية المستقلة، إن ''التحكم في إيقاف الحرب قبل انطلاقتها ممكن، لكن التحكم في حدودها ونتائجها وتداعياتها أمر مستحيل''. وقد تحدث الإرهابي بلمختار كقائد ل''المثلمين''، ما يكرس مزيدا من الغموض حول علاقته بإمارة الساحل ل''القاعدة'' إثر قرار عزله من قيادة كتيبة ''الملثمين''. وقال خالد أبو العباس، الذي ذكر محاوره أنه التقاه في غاو في شمال مالي، إن الأيام القادمة ''ستعرف كشف المزيد من التفاصيل، إضافة لكشف موقفهم من الحرب بوضوح، وأساليبهم في صد العدوان''. وحسب مقتطفات الحوار الذي نشرته الوكالة على موقعها الإلكتروني، فقد نقل الإرهابي ''أبو العباس'' عن دبلوماسي إفريقي قوله مخاطبا أحد الدبلوماسيين الأوروبيين: ''لقد قاتلتم ومعكم العالم أجمع لمدة عقد كامل من الزمن في أفغانستان، قبل أن تعودوا للمطالبة بالحوار مع طالبان، رغم الخسائر الكبيرة خلال كل هذه الفترة، فلماذا تفرضون علينا المرور من الطريق ذاته، ولم لا تستفيدون من أخطائكم في آسيا وتتفادون الوقوع فيها مرة أخرى في إفريقيا؟''، في إشارة إلى قرار التدخل العسكري في شمال مالي. وقال بلمختار إن ''الملثمين'' ستحترم أي خيار تتفق عليه حركتا أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد، والقبائل التي دعت لتطبيق الشريعة، ما لم يخالف أصلا من أصول الشريعة ''وسنكون عونا لهم وسندا سالموا أو حاربوا''. وفي سياق متصل، ذكرت مصادر موريتانية أن مقاتلين من حركة ''أنصار الدين'' سيطرت، أمس، على مدينة ''ليرا'' التي تعتبر أقرب نقطة للحدود الموريتانية مع مالي، والتي شهدت مواجهات قبل أيام بين حركتي أنصار الدين ''وحركة تحرير الأزواد''. ونقل مسؤول أن ''أنصار الدين'' أقنعت ''حركة تحرير الأزواد'' بالانضمام إليها، كما نقلت شهادات أن ''أنصار الدين'' تولت، أمس، عملية إتلاف 200 كيس من السجائر المهربة تم ضبطها على متن سيارتين كانتا قادمتين من بوركينا فاسو وفي طريقهما إلى الجزائر. وقد قام عناصر التنظيم بإحراق الكمية، وذلك تماشيا مع القرار الذي أعلنه منذ أسابيع زعيم الحركة، إياد أغ غالي، بتحريم أي ممارسة لتهريب السجائر أو المخدرات في المنطقة التي تسيطر عليها الحركة، معطيا مهلة أسبوعين للمهربين لمغادرة المنطقة.