تشهد غالبية البلديات بولاية تيبازة حالة تجاذب بين التشكيلات السياسية الفائزة في الانتخابات المحلية، لرسم خريطة جديدة للمجالس البلدية، بسبب التقارب في النتائج المعلنة وغياب الحسم في معظم المجالس، الأمر الذي دفعها إلى البحث عن شركاء للتحالف من أجل الفوز برئاسة المجالس، وهو ما تعيشه بلديات عاصمة الولاية التي تقاسم فيها الأفالان والأرندي الريادة بثمانية مقاعد لكليهما من مجموع 19 مقعدا. ويبذل كل طرف مجهودات حثيثة لإقناع الأعضاء الثلاثة المنتمين للتكتل الأخضر الحائز على مقعدين والحركة الشعبية بمقعد واحد، بالتحالف لأجل الفوز برئاسة المجلس، الوضع نفسه تعيشه بلدية فوكة. ويواجه حزب جبهة التحرير الوطني الذي خسر بعض البلديات لصالح التجمع الوطني الديمقراطي وأحزاب جديدة دخلت الساحة، تحالفات معارضة قد تفقده بلديات أخرى، على غرار بلدية القليعة التي حاز فيها على 10 مقاعد من مجموع 23 مقعدا، بعد أن تحالف ضده كل من الجزائر الخضراء الحائز على 8 مقاعد والأرندي ب3 مقاعد والحركة الشعبية بمقعدين، غير أن دخول أطراف على الخط قد يغير من مجريات الأحداث. ويبدو وضع بلدية مراد الأكثر تعقيدا، بالنظر لما أفرزه الصندوق الذي لم يغلب حزبا على آخر وتقاسمت الأرندي والأفانا والأفالان 15 مقعدا مناصفة فيما بينها، ليدخل الثلاثة في مرحلة شد وجذب للفوز بالرئاسة، ما ينبئ بإطالة عمر الأزمة، فيما تبقى العديد من البلديات تواجه نفس المصير. الانتخابات المحلية أفرزت مفاجآت على مستوى بعض البلديات التي كان تسييرها حكرا على الأفالان، غير أن الواقع الجديد فرض الأرندي كقوة جديدة في المنطقة، حيث حاز الريادة في غالبية البلديات. وتبقى المفاجأة اللافتة ببلدية سيدي راشد التي فقد فيها الأفالان والأرندي توازنهما لصالح الأفانا الذي أحرز 7 مقاعد، فيما حافظ الأرسيدي على بلدية حجرة النص التي فاز فيها بالأغلبية الساحقة.