أكد القيادي في الحراك الجنوبي أنور التميمي أن غياب أجواء الثقة وضمانات النجاح وهيمنة القوى التقليدية على مسار الثورة اليمنية من العوامل الاساسية التي تدفع الحراك الجنوبي الى عدم المشاركة في الحوار الوطني المزمع عقده خلال الايام القادمة. وقال التميمي لقناة العالم الاخارية الخميس أن أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وبناء على توصية اللجنة الفنية للحوار قرارا بتوسعة عضويتها لتضم ممثلين عن فصائل الحراك الجنوبي لم تفلح في ارضاء الحراك بسبب تعيين اعضاء لم يمثلو الحراك الجنوبي.أشار التميمي أن الحراك لم يدخل الحوار ما لم يكن على قاعدة المناصفة بين الشمال والجنوب، والقبول بحق بتقرير المصير الذي تطالب به مختلف مكونات الحراك المتفقون على أن لا يخوضوا في أي حوار ما لم يفضي إلى الاعتراف بحق تقرير المصير لشعب الجنوب.حول استعادة الثقة للمشاركة في الحوار الوطني قال التميمي بالحقيقة يوجد محاولات صادقة، لكنها لن تكون مفيدة وجاذبة لمشاركتنا ما لم تتزامن معها خطوات عملية على أرض الواقع تهيئ النفوس وتعيد أجواء الثقة للجنوبيين بالتعاطي مع مطالبهم، وأولها البدء بتنفيذ النقاط العشرين التي وضعتها اللجنة، والتي تضمنت الاعتذار للجنوب الجنوبيين ورد حقوقهم ورفع مظالمهم.وأوضح التميمي أن مطلب فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب لم ينحسر؛ لأنه نتيجة طبيعية لتراكم سياسات ممنهجة للنظام في الشمال ضد الجنوب، ومحصلة لتراكم نضاله الطويل والشاق من أجل حقوقه وكرامته واستعادة حريت، مشيرا الى أن قوى الحراك الجنوبية نظرت إلى كل ما حدث خلال الأشهر الأولى للاحتجاجات الشعبية على أنه ارتداد طبيعي لانتفاضة الجنوبيين وستتبنى مطالبهم التي وُوجهت بالقمع والقتل والاعتقال من قبل نظام صالح من جهة وبفتور شعبي شمالي من جهة أخرى خلّف حسرة ومرارة في نفوس الجنوبيين.أضاف التميمي أنه في تلك الأجواء الملبدة بالقهر والظلم تفجرت الثورة الشبابية ووجد فيها الجنوبيون ثمرة لانتفاضتهم التي بدأت بحراك عام 2007 وتوقعوا أنها ستعمل على دعم مطالبهم فتريثوا حتى تتضح الصورة لديهم، وفهم ذلك التريث على أنه انخراط في الثورة، لكن بعد أن بدأت الصورة تتضح لهم وفرص الحصول على مطالبهم تتراجع، وتحديدا منذ توقيع مبادرة مجلس التعاون التي تجاهلت القضية الجنوبية وهمشت الشباب مقابل عودة هيمنة القوى التقليدية، تراجع رهانهم على أن تنصف الثورة قضيتهم وراهنوا على الوفاء لها بكل مكوناتهم واتجاهاتهم. ودعا التميمي الثوار الذين رفعوا مطالب التغيير والعدالة والمساواة، ووضع حد للظلم وإقامة الدولة المدنية لا يمكن أن يكونوا ضد مطالب الحراك الجنوبي، ولا يمكن أن يضعوا سقفا لتلك المطالب، ولا أن يفرضوا شروطا على مشاركتهم في الحوار الوطني؛ لأنهم إذا فعلوا ذلك سيضعون أنفسهم في موقف حرج، وعلى نقيض المبادئ خرجوا للانتصار لها.