مواطنون يهتفون: ''نريد توزيع السكنات'' على مسمع وزير الداخلية تفاجأ سكان مدينة تلمسان، صباح أمس الإثنين، بموكب رسمي افتراضي، انطلق من مقر الولاية بشارع باستور وتوقف بمنتصف شارع العقيد لطفي قرب مقر إقامة الدولة، ليبدأ كل من وزير الداخلية دحو ولد قابلية والمدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل، وكذا والي تلمسان عبد الوهاب نوري، في زيارة سيرا على الأقدام لمعاينة أهم النقاط المبرمجة في الزيارة الرسمية للرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وضيفه فرانسوا هولاند بعد غد الخميس، في ثاني يوم من زيارة الرئيس الفرنسي إلى الجزائر. وبدت الزيارة بفعل العدد الكبير من رجال الشرطة وعناصر الأمن الرئاسي، بمثابة التدريب على الموكب الافتراضي للرئيسين، لما رافقها من سيارات مصفحة ومركبات مجهزة بأحدث التقنيات جيء بها خصيصا لهذه الزيارة. وانتهى الموكب الذي جلب فضول مئات المواطنين عبر الشوارع التي سلكها بقلعة المشور التاريخية، وهي قلعة أسسها المرابطون منتصف القرن العاشر ميلادي، واتخذ منها الزيانيون قلعة بنوا داخلها قصور ملكهم، قبل أن يحولها الاستعمار الفرنسي إلى ثكنة عسكرية عند احتلال المدينة، بحيث اتخذ منها السفاح كافينياك ملجأ لما حاصره الأمير عبد القادر، ومن داخلها قنبل مآذن المساجد المحيطة بها. وبهذه القلعة سيقف ضيف الجزائر، فرانسوا هولاند، على قصر السلطان الزياني الذي أعيد بناؤه على أنقاض الحفريات التي تم اكتشافها بالمكان سنة 2003، وقد دشنه الرئيس بوتفليقة في 16 أفريل من سنة 2011 بمناسبة تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. ومن البوابة المركزية لقلعة المشور أين زين مدخلها بالأعلام الفرنسية، غادر الوفد نحو هضبة لالة ستي لمعاينة نقاط أخرى. وقد استغل العديد من المواطنين فرصة ترجل وزير الداخلية، دحو ولد قابلية، إلى جانب المدير العام للأمن الوطني ووالي تلمسان، عبر بعض شوارع المدينة، لإطلاق هتافات مطالبة بتوزيع السكن الاجتماعي الذي طال انتظاره منذ عدة سنوات. للإشارة توجد ببلدية تلمسان وحدها، حصة تتجاوز الألف ومائتي سكن جاهزة للتوزيع، منذ أربع سنوات على الأقل، لكن لم يتم توزيعها إلى غاية اليوم، وهو ما جعل أحد المواطنين يصرخ بأعلى صوته ''السكن والاعتذار.. وبعدها سنصفق بحرارة''.