أغلقت المحلات التجارية والمطاعم الموجودة بحديقة التسلية بهضبة لالستي بمرتفعات تلمسان أبوابها، بتعليمات من مصالح الأمن، منذ بداية هذا الأسبوع، ليدخل مستخدموها وعمالها في بطالة ستمتد إلى غاية نهاية الأسبوع المقبل، موعد مغادرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وضيفه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند هذه الولاية. وجاء غلق حديقة التسلية، التي يقصدها آلاف الزوار في نهاية الأسبوع خاصة، لدواعٍ أمنية، بسبب وجود حزام غابي ومرافق قريبة جدا من فندق الرونيسانس، وهو المكان الذي سينظّم فيه الرئيس الفرنسي لقاءه الإعلامي برجال الصحافة الدولية والوطنية. ومن المنتظر أن يرافق هذه الإجراءات الأمنية، أيضا، غلق كل المحلات التجارية والمقاهي الموجودة بمحاذاة خط سير الموكب الرئاسي بوسط المدينة، مرورا بشارع العقيد لطفي إلى شارع الاستقلال، نحو قلعة المشور التاريخية. وفي سياق متّصل أمرت مديرية الخدمات الاجتماعية الجامعية جميع الطلبة والطالبات المقيمين بالإقامات الجامعية بضرورة الإخلاء الكلي للغرف ومغادرتها نهار أمس الخميس، ليحلّ محلّ الطلبة الآلاف من رجال الأمن من الذين سيكلّفون بالتغطية والحماية الأمنية لزيارة ستستغرق بضعة ساعات من الزمن. ودائما في إطار التحضير الذي تقوم به السلطات الولائية بتلمسان، تمّ طلاء الجدار الخارجي للمقبرة اليهودية بحي قباسة، إضافة إلى العناية التي حظيت بها الحديقة الكبيرة التي يرقد بها الحبر اليهودي افرام ألان قاوة، المدفون بتلمسان منتصف القرن الثالث عشر ميلادي، وهو مكان مقترح لزيارة الرئيس الفرنسي، في خطوة لا تخلو من مغازلة واستعطاف اللوبي اليهودي الفرنسي والأقدام السوداء من الذين اعتادوا تنظيم رحلات سرية تارة ومعلنة تارة أخرى، على غرار عملية أكبر حج يهودي إلى ضريح الحبر في ربيع سنة ,2005 برعاية رسمية من السلطات الفرنسية ممثّلة في سفير الإليزي بالجزائر، وسط ترحيب رسمي جزائري ورفض شعبي لم يخرج عن دائرة الاستنكار.