لا تبدي الأحزاب السياسية تحمسا كبيرا لموعد انتخابات تجديد ثلث مقاعد مجلس الأمة البالغ عددها 48 مقعدا، قبل أسبوع عن إجرائها، وأخلت أغلب قيادات الأحزاب مسؤوليتها في عقد التحالفات خلال هذه الانتخابات لصالح هياكلها الولائية ومنتخبيها في المجالس المحلية لترتيب هذه التحالفات. أعلن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ''الأرسيدي'' مقاطعة انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، وسيمتنع 551 منتخب ينتمون للأرسيدي عن التصويت في هذه الانتخابات. وقال عضو المكتب الوطني المكلف بالمنتخبين، صالح بلمكي ل''الخبر''، إن المجلس الوطني للحزب قرر في دورته الأخيرة ''عدم المشاركة في انتخابات مجلس الأمة، انسجاما مع قرار الحزب بمقاطعة الانتخابات البرلمانية التي جرت في العاشر ماي الماضي''، مشيرا إلى أن هذه المقاطعة تعود لكون عضو مجلس الأمة يحوز عهدة وطنية، وبرأي الحزب فإن العضوية في المجلس لا تفيد في شيء غير أنها إهدار للمال العام''. وقال رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة القوى الاشتراكية، أحمد بطاطاش، إن الحزب قرر ترك قرار التحالف في انتخابات مجلس الأمة لقواعد الحزب في كل ولاية. وقال بطاطاش: ''تركنا الحرية لمنتخبينا في كل ولاية لوضع استراتيجية تحالف وفقا لتفاهمات مع أحزاب أخرى وبما يحقق مصلحة الحزب''، ما سيبقي الأفافاس أمام تحالفات مفتوحة ومتعددة الأطراف. وأكد عضو الأمانة الوطنية المكلف بالإعلام في حركة مجتمع السلم، فاروق طيفور، أن الحركة تركت خيارات التحالف للقواعد، وفقا لاتفاقات التحالف التي تم إبرامها مع الأحزاب في كل ولاية في انتخابات رؤساء المجالس البلدية والولائية الأخيرة، مشيرا إلى أن الحركة أصدرت تعليمة إلى المنتخبين المحليين تقضي بالترشح في الولايات التي تبدو فيها حظوظ الفوز بالمقعد واردة. وفي نفس السياق، أكد المتحدث باسم حركة النهضة، محمد حديبي، أن منتخبي الحركة ملتزمون بالتحالف المبدئي مع أحزاب التحالف الإسلامي، حيث تم الاتفاق على الدخول بمرشح موحد في الولايات التي يحوز فيها التكتل حظوظا أوفر للفوز بمقعد مجلس الأمة، وكذا التحالف مع الأحزاب الأخرى في بعض الولايات وفقا لتحالفات تخدم مصلحة التكتل في ولايات أخرى. وقالت لويزة حنون، في الندوة الصحفية التي عقدتها أول أمس، إن تحالفات الحزب خلال انتخابات مجلس الأمة مبنية على جملة شروط، أبرزها التزام الحزب المتحالف معه بالدفاع عن المسائل الاقتصادية الوطنية، وبدعمه لقاعدة 51-49 بالمئة المتعلقة بالاستثمارات الأجنبية في الجزائر، غير أن حزب العمال سيحافظ على تحالفه التكتيكي مع التجمع الوطني الديمقراطي. وبالقياس مع الفارق العددي لمجموع المنتخبين الذي يحوزه حزبا جبهة التحرير الوطني ب7191 منتخب والتجمع الوطني الديمقراطي ب5988 منتخب، ومقارنة مع باقي الأحزاب السياسية، فإن عددا كبيرا من المقاعد ال48 في مجلس الأمة المطروحة للمنافسة بين الأحزاب تبدو محسومة لصالح الحزبين، مع الأخذ بعين الاعتبار حالات التمرد التي ستحدث في الحزبين على خلفية التداعيات ذات الصلة بالانتخابات الداخلية لرؤساء البلديات، والتي سجلت خلالها عدة حالات لعدم الانضباط الحزبي.