أعربت هيئة الأممالمتحدة عن قلقها الشديد من ''تداعيات إنسانية'' وراء محاولة التدخل العسكري في شمال مالي الذي سيفصل فيه مجلس الأمن الأسبوع المقبل. وسربت معلومات سرية من تقرير أممي أعدته وكالة تنسيق الشؤون الإنسانية، حذر فيها من موجة نزوح كبيرة للاجئين الماليين في حال محاولة طرد الحركات المسلحة عن طريق القوة من مدن الشمال. ويأتي هذا التقرير ليضاف إلى ''التحفظات'' التي أبدتها الأممالمتحدة بشأن الأخطار التي قد تخلفها العملية العسكرية الدولية في شمال مالي، ما يعني أن منح الأممالمتحدة لتفويضها لمجموعة ''إيكواس'' ليس سهل المنال. وتوقعت وكالة تنسيق الشؤون الإنسانية أن الحرب ضد المجموعات المسلحة ستكون ''طويلة''، كما أشارت إلى احتمال وقوع ''انشقاق'' داخل صفوف الجيش المالي، وتفعيل بعض الخلايا النائمة للحركات الإسلامية في باماكو، ما قد يحدث ''فوضى'' في كامل البلاد. ودعت الهيئة الأممية لضرورة الاستعداد لاستقبال آلاف النازحين الجدد من مالي باتجاه دول الجوار، وتتوقع أن يبلغ عددهم أكثر من 400 ألف لاجئ مالي جديد، حتى وإن قالت إنه ليس سيناريو قائما بل يجب توقع الكارثة. وتلتقي هذه التحذيرات مع تصريحات الأمين العام الأممي بان كيمون الذي سبق أن حذر من تداعيات التدخل العسكري في شمال مالي خصوصا في جوانبه الإنسانية. في المقابل نقلت إذاعة فرنسا الدولية عن مصادر من مجلس الأمن، أن بعض الدبلوماسيين الغربيين أعربوا عن ''تذمرهم'' من التحفظات التي تطلقها الأممالمتحدة، وحذروا من انعكاسات أكثر خطورة في حال بقاء شمال مالي تحت سيطرة الإسلاميين.