استبعد رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، أن تكون رغبة بوتفليقة في عهدة رابعة تعني أن سباق الرئاسيات ل4102 محسوم مسبقا، وعبر عن نيته في الترشح إذا توفرت شروط يراها كفيلة بضمان منافسة متكافئة بين المترشحين. هذه رسالة أمل، مفادها أن القدر لم يحكم على الجزائريين أن ينتظروا دائما القرارات الفوقية بخصوص المستقبل السياسي للبلاد، بل هم قادرون على فرض إرادتهم على هؤلاء الذين يفكرون بدله منذ الاستقلال. ورسالة الأمل الثانية نجدها في زيارة فرانسوا هولاند للجزائر، حيث أثبتت الأحداث في الآونة الأخيرة أن أي نظام تسانده فرنسا فهو قريب من السقوط. والبداية كانت من تونس التي لم يستشرف الفرنسيون ساعة سقوط بن علي حتى آخر لحظة. علينا إذن ألا نتخذ من نداءات العهدة الرابعة التي أطلقت على مسامع فرانسوا هولاند في تلمسان، قدرا محتوما وأن مصيرنا قد حسم. وجود هولاند في الجزائر وترديد شعار العهدة الرابعة أمامه يعني تزكية هذا الأخير للمسعى. ولو كان مصيرنا بيد هولاند، لكان القذافي الآن على قيد الحياة وما زال في الحكم، وهو الذي دعاه ساركوزي لإقامة خيمته في ميدان الإليزي، أشهرا قليلة قبل أن ينتفض عليه الشعب الليبي. هولاند لم يأت إلى الجزائر للاعتذار على قرن و23 سنة من الاستعمار وعلى حرب شنها جنرالات فرنسيون بلهاء تكبدوا الخسارة في كل الحروب التي خاضوها، وظنوا أنهم سيسترجعون هيبة لم تكن عندهم يوما، بقصف عشوائي لكل ما يتحرك على أرض الجزائر. ولم يأت هولاند إلى الجزائر حبا في بوتفليقة ورغبة منه في أن يراه حاكما للجزائر مدى الحياة، ولم يأت أيضا حبا في الشعب الجزائري ورغبة منه في دفع بوتفليقة إلى احترام الديمقراطية ومبدأ التداول على السلطة... بل جاء بحثا عن تمويل لبرنامج تنموي وعد به الفرنسيين دون أن يقول لهم من أين سيأتي بالأموال. وبما أن هولاند هو هكذا كغيره من رؤساء العواصم الكبرى، فلن يبالي الرجل بدعم التغيير السياسي السلمي في الجزائر، ومقابل ذلك لن يتردد عن غسل يديه من بوتفليقة وغيره إذا قرر الشعب الجزائري التغيير، وقد يصل هولاند إلى حد إرجاع الدكتوراه الفخرية التي منحتها له جامعة تلمسان، ويعيد الحصانين العربيين اللذين أهداهما له بوتفليقة، ليواكب التغيير الديمقراطي في الجزائر.