الجريمة دارت أحداثها، قبل 4 سنوات، في نفس منزل عائلة فسوم الكائن بحوش قاسم بالدرارية في العاصمة، أي في نفس المنزل الذي شهد إزهاق روح الطفلة سندس، حيث التقت قوى الجنّ بالقوى الخفيّة لتختطف روح شقيقها الرضيع إسلام ذي ال25 يوما، ليعثر عليه ميّتا في مكانٍ كشفته زوجة عمّه، بعد خضوع المنزل لرقية شرعية. القضية التي عالجتها محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء البليدة في أفريل 2011، طويت باتّهام الجنّ وتبرئة زوجة العمّ ''م.ف'' بعد الفصل فيها، استنادا لدلائل وقرائن، أثبتت عدم تورّط المشتبه فيها في مقتل الرضيع إسلام. وتتلخّص تفاصيل الواقعة في أنّه بتاريخ 17 جوان 2008 وفي حدود الساعة الثانية بعد الزوال، أرضعت الأمّ رضيعها حتى غفا، لتتركه نائما بمفرده داخل غرفتها كالعادة، متّجهة للمكوث في الغرفة المقابلة مع أفراد أسرتها، غير أنّها تفاجأت ببكاء فلذة كبدها بعد دقائق من نومه، حيث عادت مسرعة للاطمئنان عليه وكانت الصدمة أنّها ''كانت تسمع بكاءه دون أن تراه''، ومن هول الفاجعة راحت تصرخ لتهبّ العائلة للبحث داخل وخارج المنزل عن الرضيع المخفيّ الذي صار في لحظات ''يُسمع صُراخه ولا يُرى''. ولغرابة الموقف، أوّلت العائلة الحادثة بأنها من فعل الجنّ، مرجّحة إمكانية اختفاء الرضيع داخل فيلا مهجورة تبعد عنهم بأمتار، يشاع أنّ الجنّ يسكنها دون أن يجدوا له أثرا. وأمام قلّة حيلتهم، قام أفراد الأسرة بإبلاغ مصالح الدرك الوطني بالدرارية التي تجنّدت لتفتيش المنطقة والأماكن المحاذية للمنزل، بالاستعانة بكلاب مدربة دون أن يعثروا على الرضيع، حينها، تأكّدت شكوك العائلة بشأن الحادثة التي ربطها هؤلاء بالجن، حيث أحضروا راقيا قام بتلاوة القرآن ثمّ إمامين لرقية المنزل، لكن الأمر بقي على حاله، ليتقرّر إحضار الراقي الأوّل بعد صلاة العشاء من اليوم الموالي من حادثة اختفاء الرضيع، وبمجرّد شروعه في تلاوة القرآن داخل المنزل، حتى أصيبت زوجة عم الرضيع ''م.ف'' بهستيريا، ما اضطرّ الراقي إلى رقيتها، باقتراح كامل أفراد الأسرة التي تعيش تحت سقف واحد. وما أن تلا عليها آيات من الذكر الحكيم، حتى صارت ترتجف بشكل غريب، مخبرة إياهم أنّها ترى شيخا يحمل إسلام وكانت تحاول أخذه بيدها دون أن تتمكّن من إمساكه، لتُرشدهم بعدها إلى مكان تواجد الرضيع خلف المنزل وتحديدا تحت نافذة المطبخ وأغمي عليها مباشرة، لتتجنّد العائلة للبحث عنه واستمرّت حالتهم إلى غاية الثانية صباحا، حيث عثر على الرضيع جثة هامدة مُزرّق الجسم الذي غطاه النمل في نفس المكان الذي دلّت عليه زوجة العمّ، بالرغم من تفتيشه سابقا. وحسب قرار الإحالة، فإنّ تقرير عملية تشريح جثة الرضيع التي أجريت بمستشفى بني مسوس في العاصمة، أكّد غياب أي أثر لاعتداء جسدي، كما أثبتت الفحوص أنّ الرضيع تعرّض لاختناق تسبّب في وفاته مباشرة، بالنظر لوجود غلق للقصبة الهوائية، بسبب تقيّؤ الرضيع للحليب وعودة دخوله. وبيّن تقرير تشريح الجثة أيضا، وجود عيب في التركيب الخلقي الوراثي في الجهاز التنفسي، مع وجود خدوش داخل الفم، نجمت عن قيام شخص بمحاولة إخراج جسم من فم الطفل، في محاولة لإسعافه. وانتهى التحقيق في القضية، بتوجيه اتّهام مباشر لزوجة العمّ التي دلت على مكان تواجد الرضيع، صدر عن نيابة محكمة الشرافة، غير أنّ والديه استبعدا أن يكون لها دخل في حادثة وفاته، لعدم وجود أي خلاف معها، كما أجمعت شهادات باقي أفراد الأسرة على أنّ المشتبه فيها كانت متواجدة معهم أثناء اختفاء الرضيع ولم تغادر إلا لإحضار حفاظة لابنتها.