شهد أول يوم من السنة الجديدة استمرار الاشتباكات بين القوات النظامية السورية والجماعات المسلحة المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر، حيث أكدت التقارير الواردة من سوريا، أمس، أن جماعات الجيش الحر تمكنت من فرض سيطرتها على محيط مطار محافظة حلب، ما اضطر السلطات السورية لإغلاقه بسبب شدة القصف، فيما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية بأنه تم إغلاق المطار ''بداعي إجراء أعمال الصيانة''. بينما أفادت بيانات الجيش الحر إحراز وحداته لتقدم ميداني في عدد من المحافظات، بما في ذلك العاصمة، دمشق، حيث تم قصف المطار الدولي بقذائف الهاون، حسب مصادر الجيش الحر المنشق، أكد رئيس الوزراء السوري، وائل الحلقي، أمام نواب مجلس الشعب، استعداد الحكومة السورية للتجاوب مع أي مبادرة تهدف لإرساء أسس الحوار بين الفرقاء السوريين، بغض النظر عن الجهة التي ترعاها، شرط ألا تكون المبادرة متضمنة ''إملاءات خارجية''، معتبرا أن الأزمة سورية ''شأن داخلي يحله السوريون بأنفسهم''. في هذه الأثناء، جدد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد معاذ الخطيب، رفض فكرة القبول بأي حوار مع ممثلين عن النظام السوري في ظل وجود وبقاء بشار الأسد في السلطة، معتبرا أن الشعب السوري لن يقبل الحوار مع ''من قتل أبناءهم''، وجاءت هذه التصريحات على خلفية لقاء الخطيب مع رئيس وزراء تركيا خلال زيارة قاما بها إلى مخيمات اللاجئين في تركيا، حيث أشار طيب رجب أردوغان أن عدد السوريين الموجودين على الأراضي التركية بلغ 220 ألف شخص، كما جدد أردوغان خلال هذه الزيارة عزم بلاده على مواصلة دعم المعارضة السورية إلى أن يسقط نظام الأسد، على تعبيره. من جانب آخر، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في أحدث حصيلة لعدد ضحايا الحرب الدائرة في سوريا، مقتل 46 ألف شخص منذ بداية الأحداث في مارس 2011، فيما تتواصل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الأزمة السورية خلال السنة الحالية، حيث اعتبر المبعوث الأممي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أنه في حال تجاوب الفرقاء السوريين مع خطة الحل السياسي المقترحة فإنه بالإمكان التوصل إلى حل بحلول السداسي الأول من السنة الجديدة.