نفى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تمسك روسيا بالرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدا عدك سعي بلاده للتفاوض مع أي بلد حول مصيره، فيما يتجهز ائتلاف المعارضة لتشكيل حكومة انتقالية، في الوقت الذي كشف فيه ناشطون سوريون عن قصف بعض المناطق السورية بأسلحة مجهولة. أكد سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، أن بلاده غير متمسكة بالرئيس السوري بشار الأسد ولا تجري مباحثات مع أي جهة حول مصيره. وقال لافروف يوم أمس: ”نحن لسنا متمسكين بالأسد أو بأي شخصية أخرى”، مؤكدا: ”نحن لا نجري أي مباحثات حول مصير الأسد.. وجميع المحاولات لتصوير الوضع بشكل مغاير هي غير نظيفة.. حتى بالنسبة لدبلوماسية تلك البلدان التي من المعروف سعيها لتشويه الحقائق”، مشيرا إلى أنه من الضروري حاليا إرغام أطراف النزاع في سوريا على ”إلقاء السلاح والجلوس إلى طاولة الحوار”، وليس ”الحديث إلى ما لا نهاية عن رحيل الأسد” بثمن الأرواح البشرية. وفي تطور آخر للوضع في سوريا، أفاد ناشطون سوريون بأن القوات النظامية قصفت العديد من المدن بصورايخ مجهولة تتسبب في حرائق غير قابلة للإطفاء. وبث الناشطون شريطا مصورا على شبكة الإنترنت نقلته قناة (الجزيرة) الفضائية، أمس الأحد، يظهر صعوبة إطفاء هذه الحرائق الناجمة عن الصواريخ، مضيفين أن من المدن التي تم استخدام هذه الصواريخ ضدها مدينة (دومة) بريف دمشق، وذلك بعد سلسلة التهديدات التي تلقتها دمشق من الدول الأجنبية حول استعمالها للأسلحة الكيميائية. وفي سياق منفصل، قال رئيس ”الائتلاف الوطني” السوري، معاذ الخطيب، إن هناك مشاورات مع أطياف المعارضة بهدف تشكيل حكومة انتقالية لإدارة المرحلة القادمة، مشيرا إلى أن الشعب السوري سيتصدى لأي محاولة لتقسيم البلاد. وأشار الخطيب أمس إلى أن ”أطيافا من المعارضة تجري مشاورات لتشكيل حكومة انتقالية من أجل إدارة المرحلة المقبلة”، لافتا إلى أن ”الائتلاف لا يسعى إلى مناصب أو توزيع حصص، وسيحل تلقائياً بعد إجراء أول انتخابات حرة في سوريا”. وكان المتحدث باسم ”الائتلاف الوطني” المعارض، وليد البني، أفاد في وقت سابق أن الائتلاف سيختار رئيس الحكومة السورية المؤقتة خلال الساعات القليلة القادمة، وذلك في اجتماع طارئ يعقده الائتلاف بالقاهرة، نافيا أن يكون رئيس الوزراء السوري السابق المنشق، رياض حجاب، هو أقوى المرشحين للمنصب. وأضاف الخطيب أن ”هناك مساعي حثيثة من أجل بناء هيئة قضائية لكي لا يعم الفراغ في سوريا بعد سقوط النظام الحالي”، مشيرا إلى أن ”هناك العديد من الهيئات القضائية والشرعية في العديد من المناطق المحررة من أجل منع انتشار الفوضى” ودعا رئيس ”الائتلاف الوطني” المعارض ”جميع أطياف الشعب السوري إلى التوحد”، مشيرا إلى أن ”النظام فرض حالات معقدة على الجميع، وجر الشعب السوري إلى محرقة، ودمر البلاد والجيش”. ولفت الخطيب إلى أن ”الثورة مستمرة وهي سلمية، إلا أن النظام وحده هو من دفع الناس إلى حمل السلاح”، مشيرا إلى أن ”الائتلاف يسعى إلى الحصول على اعتراف أكبر عدد من الدول”. وحيا الخطيب عناصر ”الجيش الحر”، مشيرا إلى أن ”من واجب الجيش الحر الحفاظ على وحدة التراب السوري”، مضيفا أن ”الشعب السوري سيتصدى لأي محاولة لتقسيم البلاد من أي جهة أتت”. وعلى صعيد آخر، اختارت جماعات المعارضة المسلحة السورية ضابطا سابقا ليكون على رأس قيادة جديدة يهيمن عليها إسلاميون في محاولة يدعمها الغرب لتنظيم المعارضة السورية، في الوقت الذي تتلقى فيه القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد ضربات متتالية ربما تقود إلى إسقاطه.